تستعد الجماهير العربية في البلاد، اليوم السبت، لإحياء الذكرى الخامسة والعشرين لهبّة القدس والأقصى، من خلال برنامج شامل يبدأ صباحًا بزيارة أضرحة الشهداء والنصب التذكارية في مختلف البلدات العربية، ويُختتم عصرًا بـالمسيرة المركزية في مدينة سخنين، التي تُنظَّم تحت شعار مناهضة حرب الإبادة والتهجير على الشعب الفلسطيني.
الذكرى الـ25 لهبة القدس والأقصى
هبة أكتوبر التي بدأت شرارتها عام 2000، عندما خرجت جموع الجماهير العربية في إسرائيل في مظاهرات عارمة أدت لمواجهات دموية مع الشرطة، وذلك على خلفية اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وانتهت باستشهاد 13 شهيدا هم: رامي غرّة (جت المثلث)، أحمد صيام جبارين (معاوية)، محمد جبارين ومصلح أبو جراد (أم الفحم)، وسام يزبك، وإياد لوابنة، وعمر عكاوي (الناصرة)، محمد خمايسي (كفركنا)، رامز بشناق (كفر مندا)، عماد غنايم ووليد أبو صالح (سخنين)، علاء نصار وأسيل عاصلة (عرابة).
برنامج الزيارات الميدانية
انطلق برنامج زيارة الأضرحة والنصب التذكارية عند الساعة الثامنة والنصف صباحًا من قرية جت المثلث، لزيارة ضريح الشهيد رامي غرة، ثم يتواصل في أم الفحم لزيارة قبور الشهداء محمد جبارين ومصلح أبو جراد عند الساعة التاسعة والنصف، مرورًا ببلدة معاوية في العاشرة والنصف لزيارة ضريح الشهيد أحمد صيام جبارين.
وفي الناصرة، يُقام عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا لقاء عند النصب التذكاري للشهداء في مدخل المدينة الشرقي، ثم كفركنا عند الواحدة بعد الظهر، وكفر مندا عند الثانية، وعرابة عند الثالثة، وختام الجولة في سخنين عند الساعة الثالثة والنصف عصرًا عند النصب التذكاري للشهداء، حيث تنطلق المسيرة المركزية القطرية عند الساعة الرابعة من شارع الشهداء، باتجاه ساحة بلدية سخنين.
دعوة جماهيرية للمشاركة الواسعة
في بيانها، دعت لجنة المتابعة العليا الجماهير العربية والقوى التقدمية المناهضة للحرب إلى أوسع مشاركة في المسيرة المركزية في سخنين، تأكيدًا على وحدة الموقف الشعبي في مواجهة "سياسات الإبادة والتهجير والتجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني"، بحسب البيان.
وأكدت اللجنة أن شعار هذا العام يتمحور حول مناهضة الحرب على غزة والضفة الغربية، محذّرة من تصعيد إسرائيلي يهدف إلى "محو مدينة غزة عن وجه الأرض وتهجير سكانها"، فيما تتواصل الاعتداءات في مخيمات الضفة الغربية، ما يستوجب وحدة الصف الوطني والشعبي.
رسالة سياسية وشعبية
وقالت لجنة المتابعة إن هذه الذكرى تحلّ في ظل استفحال العنصرية والقمع السياسي داخل الخط الأخضر، واستمرار التضييق على النشاط السياسي المشروع، معتبرة أن جهاز الشرطة تحوّل إلى أداة قمع سياسي بأوامر من وزير الأمن القومي.
كما شددت على أن الجرائم ضد أهل النقب، وسياسات الهدم والتهجير ومصادرة الأراضي، تتكامل مع ما يجري في غزة والضفة من حيث الجوهر، في محاولة لتقويض الوجود العربي الفلسطيني.
وأشارت اللجنة إلى أن الذكرى الـ25 لهبّة القدس والأقصى تأتي فيما تبقى القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في دائرة الاستهداف المباشر من قبل حكومة اسرائيل وأذرعها، ما يعيد إلى الأذهان الأسباب التي فجّرت هبة عام 2000.
تحية للشعوب المتضامنة
وجّهت لجنة المتابعة تحية إلى الشعوب والحركات العالمية التي تساند الشعب الفلسطيني في نضاله، وخاصة في أوروبا وأمريكا اللاتينية، مشيرة إلى أن هذا الضغط الشعبي المتصاعد أسهم في دفع عدد من الحكومات إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، حتى باتت أكثر من 80% من دول العالم، التي تضم أكثر من 90% من سكانه، تعترف بفلسطين دولة مستقلة.
وحدة الموقف الشعبي
وأكدت لجنة المتابعة أن مسيرة سخنين ستكون وحدوية دون أي ملامح حزبية أو فئوية، داعية المشاركين إلى رفع الأعلام الفلسطينية فقط، والالتزام بالشعارات الوطنية الجامعة، لتكون صرخة شعبية ضد الظلم والتمييز والإبادة، وتجديدًا للعهد مع الشهداء الذين ارتقوا في أكتوبر عام 2000 دفاعًا عن القدس والأقصى والكرامة الوطنية، وفقا لما ورد في بيان المتابعة.