اندلعت مواجهة علنية بين شخصيتين محافظتين بارزتين، بن شابيرو وتاكر كارلسون، خلال مؤتمر Turning Point USA السنوي للشباب في مدينة فينيكس، على خلفية خلافات حادة حول اتجاه حركة “ماغا” ومعنى شعار “أميركا أولًا” في مرحلة ما بعد دونالد ترامب.
وجاء السجال على منصة تُعد من أبرز ساحات اليمين الأميركي، في وقت سعى فيه منظمو المؤتمر إلى إحياء ذكرى مؤسس المنظمة تشارلي كيرك، الذي اغتيل في أيلول الماضي، وسط تحذيرات من تعمّق الانقسامات داخل الحزب الجمهوري.
هجوم شابيرو وانتقاد كارلسون
في كلمته الافتتاحية، هاجم بن شابيرو تاكر كارلسون وآخرين، واصفًا إياهم بأنهم يضللون جمهورهم عبر نظريات مؤامرة ومعلومات خاطئة. وانتقد شابيرو بشدة استضافة كارلسون للناشط اليميني المتطرف نيك فوينتس، واعتبر الخطوة “فشلًا أخلاقيًا”.
وقال شابيرو إن تشارلي كيرك كان يعتبر فوينتس “شخصية مؤذية”، مضيفًا أن إعطاءه منصة إعلامية يُعد، بحسب تعبيره، تصرفًا غير مسؤول أخلاقيًا.
رد كارلسون وسخرية علنية
بعد أقل من ساعة، صعد تاكر كارلسون إلى المنصة نفسها، وسخر من شابيرو، معتبرًا دعواته إلى “إسكات” المخالفين للرأي تناقض إرث تشارلي كيرك الذي قُتل أثناء مناظرة طلابية في جامعة.
وقال كارلسون: “شاهدت الخطاب… وضحكت”، واعتبر أن الحديث عن صراع داخلي في معسكر ترامب “مبالغ فيه”، وموجّه لخدمة أجندات سياسية داخلية تتعلق بخلافة ترامب.
انقسامات داخل الحزب الجمهوري
عكست أجواء المؤتمر انقسامات أعمق داخل الحزب الجمهوري بشأن تعريف “أميركا أولًا” ومستقبل حركة ماغا، في ظل اقتراب الانتخابات النصفية وعدم قدرة ترامب على الترشح مجددًا.
وحذّرت إريكا كيرك، أرملة تشارلي كيرك وقائدة المنظمة الجديدة، من “حرق جسور لا يجب حرقها”، مشيرة إلى تصدعات داخلية ظهرت منذ اغتيال زوجها.
الجدل حول معاداة السامية
الخلافات لم تقتصر على القيادة السياسية، بل امتدت إلى قضايا معاداة السامية داخل التيار المحافظ. ودافع كارلسون عن نفسه من اتهامات بهذا الشأن، معتبرًا أن التمييز ضد الرجال البيض أكثر انتشارًا وتأثيرًا من معاداة اليهود، بحسب قوله.
في المقابل، شدد شابيرو على أن “التلميح لنظريات مؤامرة” تحت ذريعة طرح الأسئلة يُعد تقصيرًا أخلاقيًا من قادة الرأي المحافظين.
قضية كانديس أوينز ومؤامرات الاغتيال
زاد التوتر مع استمرار الجدل حول تصريحات كانديس أوينز، الإعلامية المحافظة السابقة في Turning Point، التي روجت دون أدلة لفرضيات تتهم جهات إسرائيلية بالضلوع في اغتيال تشارلي كيرك، رغم تأكيد السلطات أن المنفذ تصرف بمفرده.
وطالبت إريكا كيرك بوقف هذه الادعاءات، معتبرة أن الترويج لها يستغل مأساة العائلة ويهدد مسار العدالة.
صراع ما بعد ترامب
اعتبر كارلسون أن جوهر الصراع الدائر يتمحور حول “من يرث الآلة السياسية” بعد خروج ترامب من المشهد، في ظل سعي شخصيات بارزة، بينها نائب الرئيس جي دي فانس، لقيادة الحزب مستقبلًا.
ومن المقرر أن يستمر المؤتمر أربعة أيام، بمشاركة آلاف الحضور، مع كلمات مرتقبة لكل من جي دي فانس ودونالد ترامب الابن، إلى جانب نشاطات سياسية ودينية وإعلامية واسعة.

