1 عرض المعرض


رئيس الأركان، الجنرال إيال زمير، وقائد سلاح الجو، اللواء تومر بار، في غرفة العمليات التابعة لسلاح الجو في الكرياه
(تصوير: الجيش)
لم يسبق أن شهدت هيئة الأركان الإسرائيلية خلافاً علنياً بهذا الحجم منذ اندلاع الحرب على غزة، كما حصل يوم الخميس الماضي داخل غرفة العمليات في مقر "الكرياه" بتل أبيب، حيث انفجر الجدل بين قائد المنطقة الجنوبية، اللواء يانيف عسور، وقائد سلاح الجو، اللواء تومر بار، ليتحوّل إلى صراخ وتبادل اتهامات، ما استدعى تدخّل رئيس الأركان الجنرال إيال زمير لفرض التهدئة.
بار: ضربات غير مهنية... عسور: أنتم منقطعون عن الميدان
كشفت صحيفة يديعوت احرونوت أن المواجهة اندلعت بعد أن طالب عسور بوقف تدخل سلاح الجو في قرارات القيادة الجنوبية بخصوص استهداف مواقع في غزة، حيث اعتبر أن كل تأخير في تنفيذ الضربات يُفقد العمليات فاعليتها. إلا أن بار ردّ بلهجة حازمة، مؤكداً أن بعض الهجمات التي طُلب تنفيذها كانت "تفتقر إلى المهنية"، وتؤدي إلى أضرار جانبية كبيرة دون فائدة عملياتية حقيقية.
عندها، رفع عسور صوته في وجه زميله قائلاً: "أنتم هناك في تل أبيب منقطعون تماماً عن الميدان"، ما دفع زمير إلى التدخل وطلب التزام الانضباط داخل الاجتماع. مصادر عسكرية وصفت الحادثة بأنها "غير مسبوقة" من حيث حدّة التوتر والانفعال الشخصي بين ضباط برتبة لواء.
فشل المناورة البرّية واهتزاز الثقة في عسور
الخلاف لا ينفصل عن سياق أوسع من الانتقادات الموجهة إلى عسور، الذي تولّى قيادة المنطقة الجنوبية عقب استقالة اللواء يارون فنكلمان بعد هجوم 7 أكتوبر. فبعد أكثر من سبعة أشهر على العملية البرية المسماة "مركبات جدعون"، لم ينجح الجيش في تحقيق أهدافه المعلنة، وعلى رأسها فرض معادلة ضغط تؤدي إلى صفقة تبادل للمختطفين.
العملية التي بدأت بقصف مكثّف أودى بحياة قيادات ميدانية في حماس، تسببت أيضاً في مقتل مئات المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم نساء وأطفال، ما فجّر انتقادات دولية ومحلية على السواء. ووصل الأمر إلى حدّ نشر ضباط احتياط في الجيش رسائل احتجاج ضد استمرار الحملة دون استراتيجية واضحة، معتبرين أن "التآكل في قدرات الجيش بات خطراً على المدى البعيد".
الرقابة العسكرية والإعلام المُقيّد
يتّهم بعض الضباط قيادة المنطقة الجنوبية بالموافقة على عملية برّية بلا أفق، بالتوازي مع فرض رقابة صارمة على تغطية العمليات داخل القطاع، وذلك استجابةً لضغوط المستوى السياسي. وأثار هذا التوجّه غضباً داخل المؤسّسة العسكرية، خصوصاً مع تراجع الدعم الدولي وتزايد الانتقادات لسياسات "الأرض المحروقة" التي ينتهجها الجيش.
رغم محاولات التخفيف من وقع الخلاف، فإن الصدع الذي ظهر في قلب القيادة العسكرية يُنذر بتصاعد الأزمة بين مختلف أذرع الجيش في المرحلة المقبلة، خاصة مع دخول الحرب طوراً جديداً بعد انهيار مفاوضات الصفقة.