يشهد لمجتمع العربي في البلاد تصاعدًا خطيرًا في جرائم القتل، كان آخرها جرائم مروعة نفذها أشخاص متنكرون بزي الشرطة داخل غرف نوم ضحاياهم في بلدتي عرابة ونحف. هذه الجرائم أثارت موجة غضب عارمة، وسط اتهامات متجددة للشرطة بالتقاعس عن ملاحقة المجرمين ومنع استفحال ظاهرة العنف.
أحمد نصار: الجريمة تستفحل وتواصل معنا نائبا كنيست فقط
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
08:40
رئيس بلدية عرابة: "من السيئ إلى الأسوأ"
في حديث خاص لراديو الناس، وصف رئيس بلدية عرابة وعضو قيادة اللجنة القطرية، د. أحمد نصار، الوضع في بلدته والمجتمع العربي عمومًا بأنه يسير "من السيئ إلى الأسوأ". وأوضح أن عرابة وحدها فقدت منذ بداية عام 2025 ستة من أبنائها: اثنين منهم برصاص الشرطة وأربعة ضحايا جرائم قتل.
"مجتمعنا العربي في حالة انحدار خطير. كنا قد أطلقنا صرخة في أبريل الماضي من قاعة بلدية عرابة بحضور لجنة المتابعة واللجنة القطرية، وقررنا الخروج باحتجاجات أمام مكاتب الحكومة، لكن سياسة المماطلة حالت دون ذلك"، قال نصار.
خذلان داخلي وصمت سياسي: فقط سيجلوفيتش وايمان خطيب تواصلا معي بعد الجريمة
انتقد د. نصار بشدة ما وصفه بـ"الخذلان الذاتي"، مشيرًا إلى غياب قيادات المجتمع العربي وحتى أعضاء بلدية عرابة عن تحركات جدية بعد الجرائم الأخيرة. وأضاف:"بعد الجريمة الأخيرة تلقيت اتصالين فقط من عضوَي كنيست وهما يواف سيجالوفيتش وايمان ياسين خطيب، لكن لم يحضر أحد من القيادات المحلية أو اللجنة القطرية أو لجنة المتابعة. حتى في اجتماع طارئ للبلدية حضر عضوان فقط من أصل 15 وهما جمال بدارنة والنائب سامر عاصلة. هذا يعكس حالة تقصير خطيرة".
كما عبّر عن استيائه من غياب تضامن أوسع من قبل أعضاء كنيست ورؤساء السلطات المحلية، قائلاً:"لا يمكن أن نكون ممثلين للجمهور ونحن غائبون. هذا صمت مخجل يضعنا في خانة اللامبالاة".
جرائم بجرأة غير مسبوقة
توقف نصار عند تفاصيل الجريمة الأخيرة، حين دخل الجناة متنكرين بزي الشرطة إلى منزل الضحية في عرابة وأردوه قتيلاً داخل غرفة نومه:"وصلنا إلى مرحلة لا يمكن استيعابها. المجرمون يبدعون في وسائل القتل حتى وصلوا إلى حد التنكر كشرطة. اليوم، إذا رأيت شرطياً في الشارع، لا تعرف إن كان رجل أمن أو مجرماً متنكرًا".
حالة من اليأس وفقدان الثقة
أكّد نصار أن المجتمع العربي يعيش حالة من الصدمة المتواصلة وعدم القدرة على استيعاب حجم الكارثة:"نحن نعيش في دوامة من الرصدة تلو الأخرى. لم يعد بالإمكان التفكير السليم. كأننا ننتظر قدرًا محتومًا بدل أن نتحرك. هذا هو الخطر الأكبر".
اختتم رئيس بلدية عرابة حديثه بنداء مؤثر:"لا يجوز أن نستسلم. يجب أن نتحرك فورًا ودون تردد. من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه – وذلك أضعف الإيمان. أما نحن، فقد وصلنا إلى مرحلة من اللامبالاة بحق أنفسنا وكأننا ننتظر النهاية".