خبيرة توضّح | هجوم كلب شرس في نحف يسلط الضوء على خطر الكلاب الضالة

د. شاهين بعد إصابة رجل من نحف جراء تعرضه لهجوم كلب: "التسميم ليس حلاً.. ومواجهة الكلاب الضالة تحتاج لتعاون المجتمع والسلطات"

بعد هجوم كلب شرس على شخص في نحف: خبيرة توضّح التصرّف الصحيح
تعرض مواطن من بلدة نحف لهجوم من قبل كلب شرس صباح اليوم، الأمر الذي أثار حالة من القلق في البلدة والمناطق المجاورة. وفي حديث خاص لراديو الناس، أكد ابن المصاب أن حالة والده "متوسطة ومستقرة"، وهو يخضع للعلاج حالياً في المركز الطبي بنهريا في الجليل الغربي.
وأظهر مقطع فيديو متداول لحظة الهجوم، حيث هاجم الكلب الضحية بطارة على رجله وأخرى على يده، وحاول الحاضرون إبعاد الكلب مرات عدة، إلا أنه كان يعود للهجوم بشكل متكرر، مما زاد من خطورة الموقف.
في هذا السياق، قالت د. منى شاهين، وهي طبيبة بيطرية وناشطة في مجال حقوق الحيوان، في حديث لراديو الناس "لا أدري بصراحة لماذا تصرف الكلب بهذه الطريقة، ولكن ما هو واضح أن الهجوم كان متعمداً، إذ حاول الحاضرون إبعاده أكثر من مرة، لكنه كان يعود ويهاجم مجدداً."
وأضافت د. شاهين: "حين يكون الإنسان على الأرض، يزداد شعور الكلب الشرس بالرغبة في الهجوم، خصوصاً الكلاب ذات الطبيعة العدوانية."
وحول رد فعل الإنسان أثناء الهجوم، أوضحت د. منى: "التصرفات التي نظهرها تؤثر بشكل كبير على استمرار الهجوم أو توقفه، فكلما عبرنا عن خوف أكبر، ازداد احتمال الهجوم، لأن الكلب يشعر بالخوف والعنف من جانبنا."
وأشارت إلى أهمية الحفاظ على هدوء النفس عند مواجهة هجوم كلب، قائلة: "الطريقة الصحيحة هي أن نبقى في وضع هادئ ومتوازن، نبتعد ببطء دون التحديق بالكلب مباشرة، لأن النظر بعين العين يعتبر استفزازاً قد يؤدي إلى تصعيد الموقف."
أما عن مشكلة الكلاب الضالة في المناطق الشمالية وغيرها، فلفتت الطبيبة البيطرية إلى أن "الهجوم على قطيع الأغنام المكون من أكثر من ثلاثين رأساً كان من قبل كلاب ضالة، والخطر لا يقتصر على الهجوم فقط، بل يشمل احتمال انتشار داء الكلب، الذي يشكل تهديداً حقيقياً للأطفال والمارة."
وأكدت أن انتشار الكلاب الضالة مرتبط بارتفاع معدلات اقتناء الكلاب ثم تركها دون تعقيم أو خصي، مما يؤدي إلى تكاثرها في المناطق المحيطة بالقُرى والمدن، بالإضافة إلى توفر مصادر غذائية سهلة كالجيَاف التي تنزل من المزارع إلى الشوارع.
وحذرت من تداعيات تسميم الكلاب، فقالت: "التسميم ليس حلاً، بل يسبب أضراراً بيئية جسيمة بسبب التسميم الثانوي، إذ تلتقط الطيور والحيوانات الأخرى السم، مما يضر بالنظام البيئي بأكمله."
ودعت د. شاهين المواطنين إلى الضغط على المجالس المحلية للقيام بواجبها في تنظيم ملف الكلاب الضالة، موضحة أن الطبيب البيطري في المجلس غالباً ما يكون موظفاً جزئياً، لذا فإن المشاركة الشعبية مهمة جداً لزيادة الوعي وحث الجهات المسؤولة على التحرك.

وختمت حديثها بنصيحة قيمة:
"عند رؤية كلب مشبوه أو عدواني، لا نظهر خوفنا، بل نتصرف بثقة وهدوء، لا نحاول إثارته بنظرات مباشرة أو حركات مفاجئة، وإذا بدأ الهجوم، نحمي أنفسنا بطريقة متزنة دون عنف مفرط."

وشددت على أن معالجة مشكلة الكلاب الضالة يجب أن تكون شاملة ومدروسة بعناية، لتجنب مشاكل أكبر تنتج عن الحلول السريعة والعنيفة.