حالة حيّرت العلماء: حالة طبية نادرة لشخص لا ينام منذ عامين

 شاب بريطاني يثير جدلاً واسعاً بعدما ادّعى أنه يعيش حالة طبية نادرة تتمثل في الحرمان شبه الكامل من النوم على مدى عامين كاملين

1 عرض المعرض
نوم بالخارج / تخييم - صورة توضيحية
نوم بالخارج / تخييم - صورة توضيحية
نوم بالخارج / تخييم - صورة توضيحية
(فلاش 90)
أثار شاب بريطاني يُدعى أوليفر ألفيس جدلاً واسعاً بعدما ادّعى أنه يعيش حالة طبية نادرة تتمثل في الحرمان شبه الكامل من النوم على مدى عامين كاملين، وهو ما أدى إلى انهيار صحته وفقدانه عمله ومنزله وعلاقاته الشخصية.
ألفيس، الذي كان يعمل سابقاً سائق قطار وحصل على رخصة طيران، قال في تصريحات نقلتها صحيفة ديلي ميل إنه لم يشعر بالنعاس أو يغفو منذ نحو عامين، مضيفاً: «هذا ليس مجرد نوم سيئ، بل هو حرمان تام يفكك الروح. لقد فقدت تقريباً كل شيء، والشخص الذي كنت عليه اختفى».
روايته قوبلت بالتشكيك من جانب عدد من الأطباء، الذين رجحوا أن يكون مصاباً بما يُعرف بـالأرق المتناقض (Paradoxical Insomnia)، وهو اضطراب يخيَّل فيه للمريض أنه لا ينام مطلقاً، رغم أن أجهزة تتبع النوم تكشف عن فترات نوم قصيرة أو سطحية.
لكن ألفيس رفض هذا التفسير، مؤكداً: «الأمر ليس في رأسي. حتى تحت تأثير المهدئات القوية لم يظهر أي نشاط يدل على النوم في تخطيط الدماغ. لا توجد راحة ولا لحظة غياب عن الوعي».
وأوضح أنه خضع لمختلف أنواع التخدير، بما في ذلك العقاقير المستخدمة قبل العمليات الجراحية، من دون أن يفقد وعيه. واصفاً معاناته بقوله: «أعيش كابوس يقظة منذ 21 شهراً. أشعر وكأن جسدي يحترق من الداخل، رأسي مضغوط بأقصى قوة، مفاصلي وعضلاتي تصرخ من الألم، لم أعد أستطيع المشي باستقامة أو هضم الطعام أو حتى التواصل مع الآخرين».
من جهته، علّق البروفيسور غاي ليشزينر، استشاري طب الأعصاب وخبير اضطرابات النوم، قائلاً: «الأرق التام حالة قاتلة. الكلاب تموت بعد 17 يوماً بلا نوم، والفئران بعد 32 يوماً. من غير الممكن علمياً أن يعيش إنسان بلا نوم لعامين، لكن قد يكون نوم أوليفر مجزأً أو سطحياً لدرجة أنه لا يشعر به».
في المقابل، أبدى فريق من علماء الأعصاب بجامعة ستانفورد اهتماماً بدراسة حالة ألفيس عن بُعد بعد اطلاعه على نتائجه الطبية، معتبرين أنها قد تكون مدخلاً لفهم آلية عمل النوم في الدماغ. وقال أحد الباحثين: «ما يصفه أوليفر قد يكشف لنا طريقة جديدة للتحكم في النوم إذا استطعنا دراسة حالته عن قرب».
أما ألفيس نفسه، فأكد أنه طرق أبواب مستشفيات وعيادات في الولايات المتحدة وأوروبا، وتوسل الأطباء لوضعه تحت المراقبة لأسابيع وتجربة أقوى العلاجات، لكن الردود اقتصرت على التجاهل أو الاعتذار بالعجز عن المساعدة.