في خطوة لافتة تعكس تغييرًا في السياسة الدفاعية، قررت وزارة الدفاع الإسبانية إلغاء صفقة لشراء 1,680 صاروخًا من طراز Spike LR2 من إنتاج شركة "رفائيل" الإسرائيلية، بقيمة 287.5 مليون يورو، كان من المقرر تصنيعها بترخيص داخل إسبانيا. كما تقرر أيضًا استبعاد تكنولوجيا شركة "إلبِت سيستمز" الإسرائيلية من برنامج جديد لإنتاج راجمات صواريخ متعددة (SILAM) بقيمة 576 مليون يورو.
وجاءت هذه القرارات، وفقًا لصحيفة إل باييس الإسبانية، ضمن توجّه أعلن عنه وزير الدفاع الإسباني، أمبارو فالكارس، يقضي بـ"فكّ الارتباط التكنولوجي" مع الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وإنهاء "الاعتماد المفرط" عليها.
وكانت الصفقة قد حازت على موافقة مجلس الوزراء الإسباني في 3 أكتوبر 2023، أي قبل أربعة أيام فقط من هجوم حماس المفاجئ، وشملت توفير دعم لوجستي كامل من "رفائيل" يمتد لخمسة أعوام. ورغم أن الوزارة كانت قد دافعت في البداية عن الصفقة بحجّة أن الصواريخ ستُنتج محليًا بمشاركة شركات إسبانية، إلا أنها تراجعت لاحقًا، ويتوقع أن تعتمد بدلًا من ذلك على صواريخ "جافلين" الأميركية، التي يستخدمها أيضًا الجيش المغربي.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الوزارة عن إلغاء أي استخدام للتكنولوجيا الإسرائيلية في مشروع SILAM، الذي كان يعتمد جزئيًا على منظومة PULS من شركة "إلبِت"، مشيرة إلى أن النظام الجديد سيكون "إسبانيًا بالكامل".
حتى وقت قريب، كانت إسبانيا تفرض قيودًا محدودة على استيراد الأسلحة الإسرائيلية، لا تشمل التكنولوجيا. غير أن تصاعد الموقف السياسي، وتبنّي رئيس الوزراء الإسباني دعوات لحظر دولي على تصدير الأسلحة لإسرائيل، دفع الحكومة إلى اتخاذ خطوة أشمل، تشمل أيضًا تكنولوجيا التصنيع، رغم ما قد تسببه من تأخيرات وتكاليف إضافية لبعض العقود العسكرية، بحسب مصادر مطّلعة في المؤسسة العسكرية.