"لا ترسلوا أبناءكم المرضى إلى المدارس" | نوع جديد من الإنفلونزا يدق جرس الإنذار

ارتفاع مبكر في الإصابات بالإنفلونزا ونوع جديد يثير القلق، المراكز الطبية تستعد ود. ختام حسين تحذّر: "الوقاية الآن ضرورة ملحّة" 

1 عرض المعرض
د. ختام حسين - نائبة مدير المركز الطبي للجليل في نهاريا والمختصة بالأمراض التلوثية
د. ختام حسين - نائبة مدير المركز الطبي للجليل في نهاريا والمختصة بالأمراض التلوثية
د. ختام حسين - نائبة مدير المركز الطبي للجليل في نهاريا والمختصة بالأمراض التلوثية
(مستشفى الجليل الطبي نهاريا )
مع اشتداد العاصفة الشتوية التي تضرب البلاد، تصاعدت المخاوف الصحية عقب إعلان وزارة الصحة عن ارتفاع غير مسبوق في معدلات الإصابة بالإنفلونزا هذا الموسم. وفي مقابلة خاصة مع راديو الناس، كشفت د. ختام حسين، نائبة مدير المركز الطبي للجليل في نهريا والمختصّة بالأمراض التلوثية، عن ملامح موجة مبكرة وقوية من المرض، محذّرة من انعكاساتها على الأطفال وكبار السن.

موسم يبدأ قبل أوانه، ونوع جديد من الفيروس

د. ختام حسين تحذّر: "الوقاية من الانفلونزا الآن ضرورة ملحّة"
غرفة الأخبار مع محمد أبو العز محاميد
07:47
توضح د. حسين أنّ هذا الشتاء يحمل سمات غير معتادة، أبرزها بدء موسم الإنفلونزا مبكرًا جدًا. وقالت: "المعتاد أن يبدأ موسم الإنفلونزا في منتصف ديسمبر، لكننا هذا العام شهدنا ارتفاعًا واضحًا في الحالات منذ بداية نوفمبر، بما في ذلك حالات صعبة جدًا."
وتشير إلى أنّ الظاهرة ليست محلية فحسب، بل عالميّة أيضًا. وقالت في هذا السياق أنه "في النصف الشمالي من الكرة الأرضية كله ظهر موسم مبكر للإنفلونزا، وهذا يعود لظهور نوع جديد من الفيروس، يختلف جزئيًا عن الأنواع التي نعرفها كل عام." هذا الاختلاف رافقه ضعف في نسبة التطعيمات خلال الفترة التي سبقت انتشار الفيروس، ما جعل شريحة واسعة من المواطنين دون مناعة كافية وفقا لها.

الأطفال في دائرة الاستهداف

تلفت د. حسين إلى ملاحظة واضحة هذا الموسم، قائلة إن "إحدى المميّزات هذا العام أننا نشاهد عددًا أكبر من الإصابات بين الأطفال، وليس لدينا فقط؛ فمثلاً في بريطانيا أُغلقت أقسام طوارئ للأطفال ومدارس كاملة بسبب كثافة الإصابات." وتضيف أنّ محدودية التطعيمات بين الفئات الصغيرة عمّقت حدة الانتشار.
ومع تعاقب المنخفضات الجوية، ترتفع فرص انتقال العدوى. وعن علاقة الطقس البارد بالمرض تقول: "البرودة ليست سببًا مباشرًا للفيروس، لكنها تدفع الناس للبقاء في أماكن مغلقة قليلة التهوية، وهذا يزيد احتمال انتقال الفيروس عبر الرذاذ الناتج عن السعال والتنفس." وتؤكد أنّ الانتشار يكون أكبر كلما كانت الأماكن مكتظة ومغلقة لفترات طويلة.

جهوزية المستشفيات واستعداد لموجة أكبر

حول الاستعدادات الطبية، أوضحت د. حسين أنّ المستشفى يشهد بالفعل ارتفاعًا في الحالات: "لدينا الآن 15 مريضًا بالإنفلونزا في المستشفى، بينهم أطفال في العناية المكثفة، ونتوقع ازدياد الحالات في الأيام والأسابيع المقبلة." وتشدد على أنّ أقسام الطوارئ والعناية المكثفة جاهزة للتعامل مع الموجة، لكنها تؤكد أنّ "أفضل طريقة للعلاج اليوم هي الوقاية قبل كل شيء."
تؤكد د. حسين بقوة على ضرورة التطعيم، واصفة إياه بأنه السلاح الأهم حاليًا: "لا يمكن تأجيل التطعيم. حتى لو كان الفيروس جديدًا، فإن المعطيات من بريطانيا واليابان تظهر أن التطعيم يوفر حماية تصل إلى 70% للأطفال و40% للبالغين من الإصابة بمرض صعب يستدعي دخول المستشفى."
كما شددت على أهمية حماية الفئات الأكثر عرضة للخطر. وأضافت: "الكبار في السن، ومرضى السرطان، ومن يعانون من ضعف في جهاز المناعة يجب أن يحصلوا على التطعيم فورًا."
أما النصيحة الأبرز للأهالي، فكانت واضحة: "إذا كان طفلك مريضًا، فلا ترسله إلى المدرسة. وإذا كنت أنت مريضًا، تجنب مخالطة الآخرين. علينا أن نتحمّل مسؤولية تجاه أنفسنا وعائلاتنا والمجتمع." وتضيف أنّ هذا السلوك يجب أن ينطبق على المدارس وأماكن العمل والمكاتب المغلقة أيضًا.