جنوب لبنان يشتعل مجددًا: إسرائيل تصعّد هجماتها وتتوعد بالمزيد

خلال حرب "السيوف الحديدية"، قُتل أكثر من 5,150 لبنانيًا، ولا تزال آثار الحرب واضحة في الجنوب، حيث نفّذت القوات الإسرائيلية عمليات ميدانية دمّرت خلالها بنى تحتية

2 عرض المعرض
دبابة إسرائيلية على الحدود مع لبنان
دبابة إسرائيلية على الحدود مع لبنان
دبابة إسرائيلية على الحدود مع لبنان
( Ayal Margolin/Flash90)
صعدت إسرائيل هجماتها اليوم الخميس ضد مواقع حزب الله، بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي بشكل متتالٍ خمسة أوامر إخلاء — وهي الأولى منذ 18 سبتمبر — وسط تقارير عن تصعيد محتمل واجتماع للكابنيت الإسرائيلي خُصّص لمناقشة الموقف في لبنان، ما أثار حالة من القلق بين سكان جنوب لبنان.
خلال حرب "السيوف الحديدية"، قُتل أكثر من 5,150 لبنانيًا، ولا تزال آثار الحرب واضحة في الجنوب، حيث نفّذت القوات الإسرائيلية عمليات ميدانية دمّرت خلالها بنى تحتية كان حزب الله قد أعدّها لتنفيذ عمليات داخل الجليل. وقال الجيش الإسرائيلي حينها إن القرى المحاذية للحدود هي "قرى إرهاب"، فيما نصّ اتفاق وقف إطلاق النار على أن يتولى الجيش اللبناني مهمة نزع سلاح حزب الله — وهو ما تقول إسرائيل إنه لا يتقدّم بالوتيرة المطلوبة، مما يفسّر زيادة الهجمات في الأسابيع الأخيرة.
الرئيس اللبناني: "ما فعلته إسرائيل هو جريمة حقيقية"
صرّح الرئيس اللبناني جوزيف عون مساء الخميس بأن ما قامت به إسرائيل في الجنوب هو "جريمة بكل معنى الكلمة"، مضيفًا: "في كل مرة تُبدي فيها لبنان انفتاحًا على مفاوضات سلمية لحل القضايا العالقة، تُصعّد إسرائيل اعتداءاتها على السيادة اللبنانية. منذ بدء وقف إطلاق النار، لم توفر إسرائيل أي جهد لإظهار رفضها لأي حلّ متفق عليه. رسالتكم وصلت."
2 عرض المعرض
قصف إسرائيلي على جنوب لبنان
قصف إسرائيلي على جنوب لبنان
قصف إسرائيلي على جنوب لبنان اليوم 6.11.25
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
3 موجات قصف خلال ساعات
نفّذ الجيش الإسرائيلي اليوم ثلاث موجات من الهجمات، استهدفت:
عند الساعة 12:00 ظهرًا: عناصر من وحدة البناء التابعة لحزب الله.
عند 15:57: مخازن أسلحة وبنى تابعة لقوة الرضوان.
عند 19:00: مقرًا إضافيًا يحوي مخزن أسلحة للرضوان.
وترى إسرائيل، كما ترى الولايات المتحدة، أن حزب الله يعمل على إعادة بناء قدراته، خصوصًا جنوب نهر الليطاني، كما تتزايد عمليات التهريب من سوريا.
وتقول مصادر عسكرية إسرائيلية إن ما يجري ليس هو الهجوم الجوي الواسع الذي تستعد له إسرائيل ضد حزب الله، لكنها تشير إلى أن التنظيم يستعيد روح القتال وقدرات القيادة والسيطرة، بعد أن اكتسب الضباط الجدد — الذين حلّوا مكان قتلى عملية "سهام الشمال" — خبرة وثقة خلال العام الماضي.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الضربات التي شنّتها إسرائيل اليوم على أهداف في جنوب لبنان تعتبر مقدّمة فقط، محذّرين من أنه إذا لم تلتزم الحكومة اللبنانية بتطبيق كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار وإيقاف محاولات إعادة بناء قدرات حزب الله، فإنّ إسرائيل ستوسّع عملياتها العسكرية وقد تقصف مناطق واسعة من لبنان.

الجيش الإسرائيلي مستمر بشنّ هجمات واسعة جنوب لبنان

اليونيفيل: "الهجمات انتهاك واضح للقرار 1701"
انتقدت قوات يونيفيل موجة الهجمات الإسرائيلية، معتبرة أنها تشكّل "انتهاكًا واضحًا للقرار 1701"، وصدرت في وقت يجري فيه الجيش اللبناني عمليات لمصادرة أسلحة وتفكيك بنى تحتية جنوب الليطاني.
وقالت يونيفيل:"أي عمل عسكري بهذا الحجم يهدد سلامة المدنيين ويعرقل التقدم نحو حل سياسي ودبلوماسي. ندعو إسرائيل إلى وقف الهجمات فورًا، وندعو الأطراف اللبنانية إلى تجنّب أي رد من شأنه أن يزيد الوضع سوءًا."
الجيش اللبناني: إسرائيل تريد زعزعة الاستقرار
وفي بيانه، قال الجيش اللبناني — الذي قدّم اليوم تقريرًا للحكومة حول التقدم في مهمة نزع سلاح حزب الله — إن الهجمات تهدف إلى: "زعزعة استقرار الدولة، وتوسيع نطاق الدمار، وتأبيد الحرب، ومنع الانتشار الكامل للجيش."
توتر بين الجيش الإسرائيلي ويونيفيل
الأسبوع الماضي، أعلنت يونيفيل إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية فوق قرية كفركلا قرب المطلة، عبر قوة فرنسية. وقالت إن الجيش الإسرائيلي ردّ بإلقاء قنبلة صوتية وإطلاق نار دبابات في المنطقة. ونفى الجيش الإسرائيلي ذلك، موضحًا أن المسيّرة أُسقطت "من دون أن تشكّل تهديدًا، خلال مهمة استطلاع روتينية".
مصادر رفيعة في الجيش الإسرائيلي تعرب في جلسات مغلقة عن تزايد الإحباط من ما تصفه بـ"فلتان" و"تجاوز للصلاحيات" من بعض وحدات يونيفيل، محذّرين من أن القوة "تعمل ضد الجيش الإسرائيلي وتتخطّى دورها".