كشفت وثائق قضائية أميركية جديدة تفاصيل موسّعة حول قضيّة وفاة الممثّل الشهير ماثيو بيري، بطل مسلسل "Friends"، الذي عُثر عليه ميّتًا في منزله في لوس أنجلس في أكتوبر/تشرين الأوّل 2023. التحقيقات، التي استمرّت لأشهر، أظهرت أنّ الوفاة نجمت عن جرعة زائدة من الكيتامين، وصلت إليه عبر شبكة توريد غير قانونية تقودها المدّعية سابرينا سانغا، المعروفة إعلاميًا بلقب "ملكة الكيتامين".
سانغا (42 عامًا)، كانت قد اعتُقلت في أغسطس/آب 2024، بعدما اتّهمتها السلطات بتحويل منزلها في نورث هوليوود إلى مخزن مخصّص لتوزيع كمّيات ضخمة من الكيتامين والميثامفيتامين. وبعد عام على اعتقالها، توصّلت مع الادّعاء الفيدرالي في أغسطس/آب الحالي، إلى اتّفاق اعترفت بموجبه بخمس تهم أساسيّة، أبرزها إدارة مكان لتوزيع المخدّرات وتوريد كيتامين تسبّب في وفاة أو إصابة خطيرة.
ووفقًا للنيابة العامّة، سلّمت سانغا أكثر من خمسين قارورة من الكيتامين إلى موزّعة وسيطة، قامت بدورها بتسليمها إلى المتّهم "لورانس إيواماسا"، الذي كان يتردّد باستمرار على منزل بيري ويقوم بحقنه بالمادّة، حتى يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حيث توفّي بعدما أعطاه ثلاث جرعات متتالية من الكيتامين.
وتضمّنت الوثائق القضائية رسائل نصّية بين أفراد الشبكة، حيث أوصت سانغا في إحداها الموزّعة بأن تترك جرعةً لبيري قائلة: "إنه غير معلّم لكنّه مذهل. دعيه يجرّب واحدة، ولديّ المزيد إذا أعجبته". وفي رسالة أخرى، كتبت الموزّعة إلى مساعد بيري أنّ سانغا لا تتعامل إلّا مع "المشاهير وذوي المستوى الرفيع"، وأنّ نجاح تجارتها قائم على ثقة هؤلاء.
ووفقًا لأدلّة النيابة، فإنّ سانغا لم تكن مجرّد تاجرة مخدّرات عادية، فقد عملت على بناء صورة اجتماعية سمحت لها بالوصول إلى دوائر مؤثّرة في هوليوود، مستخدمة حسابها على إنستغرام للترويج لنفسها من خلال صور مثيرة للجدل في أجواء مترفة، وإلى جانب وجوه معروفة مثل الممثّل تشارلي شين والفنان دي جي خالد.
ولم يكن بيري الضحية الأولى لشبكتها؛ ففي عام 2019، تزوّد شاب بكمية من الكيتامين حصل عليها من سانغا، وتوفّي بجرعة زائدة، ما عزّز توصيف الادّعاء لها كأحد أبرز المورّدين للمخدّرات في لوس أنجلس، ومنحها لقب "ملكة الكيتامين".
لا تزال القضية مفتوحة أمام القضاء الأميركي، وسط متابعة إعلامية واسعة نظرًا إلى الصدمة التي أحدثتها وفاة بيري، الذي ترك إرثًا فنيًا ارتبط بذاكرة أجيال من متابعي الدراما الكوميدية. ومن المقرّر أن تصدر المحكمة حكمها في الأشهر المقبلة، حيث قد تواجه سانغا عقوبة تصل إلى عقود من السجن بموجب اعترافها الأخير.