مظاهرة قطرية تنديدا بالعنف والجريمة في عرابة
اختتمت في مدينة عرابة مساء السبت مظاهرة قطرية واسعة، دعت إليها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بالتعاون مع بلدية عرابة واللجنة الشعبية، وذلك احتجاجًا على تفشّي ظاهرة العنف والجريمة في المجتمع العربي، واستنكارًا لجريمة القتل التي أودت بحياة الشاب راسم نعامنة قبل يومين أثناء توجهه إلى دكانه في قرية كوكب أبو الهيجاء المجاورة.
مشاركة جماهيرية واسعة ومسار المظاهرة
انطلقت المظاهرة في تمام الساعة الثالثة من عصر اليوم من أمام مسجد عمر بن الخطاب في المدينة، وسط مشاركة جماهيرية حاشدة من مختلف أنحاء البلاد، بمشاركة قيادات سياسية واجتماعية ونشطاء ميدانيين. وجابت المسيرة شوارع المدينة الرئيسية، مرددة الشعارات المنددة بالعنف وتقاعس الشرطة في مكافحة الجريمة، قبل أن تتوقف عند النصب التذكاري في الشارع الرئيسي، حيث أُلقيت كلمات من ممثلي الهيئات الداعية.
مظاهرة عرابة
ورفع المشاركون لافتات تحمل عبارات مثل: "دمنا مش رخيص"، "نريد الأمان في شوارعنا"، و"أوقفوا نزيف الدم". وأكد المتحدثون أن ما تشهده البلدات العربية من جرائم متواصلة "لم يعد مجرد ظاهرة فردية، بل أزمة مجتمعية تتطلب تحركًا وطنيًا شاملاً".
عصيان مدني وإضراب شامل
وشهدت المظاهرة حضورًا واسعًا من أهالي ضحايا الجريمة في عرابة البطوف والبلدات العربية، الذين رفعوا لافتات وهتفوا مطالبين بإعلان عصيان مدني وإضراب شامل، احتجاجًا على تفشي العنف والجريمة المستشرية في المجتمع، مؤكدين أن صمت السلطات وتقصيرها في مواجهة هذه الظاهرة يفاقمان من معاناة الأهالي ويهددان أمنهم اليومي.
مظاهرة قطرية تنديدا بالعنف والجريمة في عرابة
شخصيات قيادية ومجتمعية: "صوت الغضب لن يُخمَد.. والمجتمع العربي موحّد ضد الجريمة"
شهدت المظاهرة القطرية ضد العنف والجريمة في المجتمع العربي مشاركة واسعة من القيادات السياسية والاجتماعية، التي أكدت على ضرورة تصعيد النضال الشعبي والميداني في مواجهة تفشي الجريمة وتقاعس السلطات.
وقال محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في حديث لراديو الناس، إن نجاح الإضراب العام في عرابة يشكّل "تعبيرًا صادقًا عن الشعور الثقيل الذي يعيشه مجتمعنا العربي". وأضاف:"هذه المظاهرة هي صوت الناس، ويجب ألا نسمح بإخماد هذا الغضب. أدعو الجميع إلى المشاركة في المظاهرة المقررة في التاسع من تشرين الثاني أيضًا".
وشدّد بركة على ضرورة توسيع دائرة النضال، قائلاً:"يجب استقطاب أصوات من داخل المجتمع اليهودي حتى يتحول هذا الملف إلى قضية عامة لا تخصّ العرب وحدهم. هذه الحكومة تكنّ لنا العداء، لكنها ملزمة بالعمل، ويجب ألا نتنازل لحظة واحدة عن مطالبتها بتحمّل مسؤوليتها تجاه ما يحدث من تفشٍ للعنف والجريمة".
من جانبه، قال سهيل حسين كناعنة، رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب في مدرسة ابن خلدون، إن العنف بات يمسّ الجميع دون استثناء، مضيفًا:"نعيش أجواء كئيبة ومحزنة وغاضبة في عرابة. صحيح أن للدولة والشرطة مسؤولية في فرض القانون، لكن علينا كمجتمع وأهالٍ أن نتحمّل مسؤوليتنا في تربية أبنائنا ومتابعتهم".
أما رئيس بلدية عرابة، د. أحمد نصار، فأكد أن المشهد في عرابة اليوم يعكس وحدة الموقف الشعبي ضد الجريمة، قائلاً:"أهالي عرابة وأبناء المجتمع العربي موحّدون في رفضهم لسياسات الإهمال وترك البلدات العربية لعصابات الإجرام. لن نسلّم لهذه السياسة، وسنسعى للحصول على كل حقوقنا لنعيش بأمن وأمان وكرامة على أرضنا". وقد أعلن رئيس بلدية عرابة عن اقامة مجموعة حماية مجتمعية في المدينة.
عرابة في حداد: إضراب شامل والتزام كامل
تزامن انطلاق المظاهرة مع إضراب تجاري شامل شهدته مدينة عرابة منذ ساعات الصباح الباكر، التزم به أصحاب المحال التجارية وجميع المؤسسات الرسمية والخاصة، في خطوة تعبيرية عن حالة الغضب والحزن التي تعم المدينة. وبدت الشوارع شبه خالية إلا من المشاركين في المسيرة، وسط أجواء حداد عام بعد أن فقدت المدينة تسعة من أبنائها منذ مطلع العام الجاري في جرائم متفرقة.
خلفية وأرقام
بحسب بيانات صادرة عن مؤسسات المجتمع المدني، تجاوز عدد ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي منذ مطلع العام الحالي 212 قتيلًا، في وقت تتصاعد فيه المطالبات بتكثيف الجهود الرسمية والشعبية لوقف نزيف الدم ووضع حد لحالة الفوضى الأمنية.
First published: 15:07, 01.11.25