قبل سنوات، اعتُبِرَ نيمار واحدًا من أعظم نجوم كرة القدم، إذ اعتاد تحطيم الأرقام القياسية مع برشلونة، ليصبح بعد ذلك أغلى لاعب في العالم بانتقاله إلى باريس سان جيرمان.
اليوم، يعود نيمار إلى سانتوس، إلى حيث بدأ كلّ شيء. خطوةٌ اعتبرها البعض "عودة البطل"، بينما وصفها آخرون بأنها "اعتراف بنهاية الحلم الأوروبي". عل أيّ حال، فإنّ الحقيقة سرعان ما بانت، وكانت صادمةً: لم يعُد نيمار كما اعتدتموه. في مباراته الأولى كأساسي، بدا نيمار شبحًا لنفسه؛ فقد الكرة 24 مرة خلال 75 دقيقة، ولم ينجح في أيٍّ من محاولات المراوغة. والإعلام البرازيلي؟ لم يفوّت الفرصة.
فكيف انتهى الحال بنيمار إلى هذه المرحلة؟ وهل كانت قراراته داخل الملعب وخارجه سببًا في تراجع نجوميته، أم أن الإصابات والضغوط الإعلامية افقدته تميّزه؟
انتقاله إلى الهلال (2023-2025): قرار خاطئ أم فرصة ضائعة؟
في 2023، فاجأ نيمار الجميع بانتقاله إلى الهلال السعودي؛ قرارٌ وُصف بأنه 'مغامرة جديدة'، لكنه بدا للبعض الآخر مجرد صفقة مالية ضخمة. كان يُنظر إلى هذه الصفقة كإحدى أهم انتقالات اللاعبين إلى دوري روشن السعودي، الذي شهد موجة استقطاب لأسماء كبيرة مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما.
إلّا انه وبدلًا من أن يكون نجم المشروع السعودي، تحوّل نيمار الى أحد أكبر خيبات الأمل فيه. لم تكن المشكلة فقط في إصاباته التي بدأت وكأنها لعنة تلاحقه؛ بل كان هناك شعور عامّ بأن الهلال لم يحصل على نيمار الذي وعدت به العناوين.
عام 2025، تمّ فسخ عقده بالتراضي، ليجد نفسه بلا وجهة واضحة سوى العودة إلى موطنه الأول: سانتوس.
باريس سان جيرمان (2017-2023): من الأغلى في التاريخ إلى المنسيّ في المدرجات
في 2017، دخل نيمار التاريخ كأغلى لاعب في العالم بانتقاله إلى باريس مقابل 222 مليون يورو. كان الهدف واضحًا: أن يصبح النجم الأول بعيدًا عن ظلّ ميسي. لكن سرعان ما تحوّلت هذه التجربة إلى مسيرة غير مستقرة؛ لحظات من التألق تلاشت وسط غيابات متكرّرة بسبب الإصابات التي لم تفارقه، ومع كل غياب، كانت صور حفلاته وسفرياته تملأ وسائل الإعلام أكثر من أخباره في الملعب. هكذا وجد نيمار نفسه جالسًا على المدرّجات، يشاهد زملاءه يصنعون التاريخ وسط صيحات المشجّعين.
وبحلول 2021، لم يعد نيمار النجم الأول في باريس؛ إذ سرق "كيليان مبابي" الأضواء، بينما واجه البرازيلي انتقادات حادّة لعدم ظهوره بالمستوى المطلوب في المباريات الكبرى. جديرٌ بالذكر انّ عام 2019، واجه نيمار أكبر أزمة في مسيرته، حين وُجّهت إليه تهمة الاغتصاب – قبل أن تُسقط لاحقًا لعدم كفاية الأدلة. فهل كان رحيله عن برشلونة بداية النهاية؟ أم أن الإصابات والضغوط الخارجية كانت السبب الحقيقي وراء تراجع مسيرته؟
والآن، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون هذه العودة بدايةً جديدة ، أم مجرّد نهاية هادئة لمسيرة لاعب كان يومًا "أغلى لاعب في العالم"؟