دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ دول منظمة شنغهاي للتعاون إلى استثمار "سوقها الضخمة" وتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، في إطار رؤيته لبناء نظام عالمي جديد يشكّل تحديًا للهيمنة الأميركية.
وفي كلمته الافتتاحية أمام أكثر من 20 من قادة العالم المشاركين في القمة المنعقدة بمدينة تيانجين الساحلية شمالي الصين، قال شي إن المنظمة قدّمت نموذجًا جديدًا للعلاقات الدولية، مؤكدًا الحاجة إلى "تعددية أقطاب متوازنة ومنظمة، وعولمة اقتصادية شاملة، ونظام حوكمة عالمي أكثر عدلًا وإنصافًا".
دعم مالي وتعزيز الشراكات
وأعلن شي أن بلاده ستقدم ملياري يوان (280 مليون دولار) كمساعدات للدول الأعضاء هذا العام، إلى جانب 10 مليارات يوان قروضًا لصالح كونسورتيوم البنوك التابع للمنظمة. كما شدد على ضرورة توسيع التعاون في مجالات الطاقة، البنية التحتية، العلوم والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي.
حضور رفيع المستوى ورسائل سياسية
شارك في حفل الافتتاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إلى جانب قادة من آسيا الوسطى والشرق الأوسط وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا، في مشهد يعكس تضامنًا متناميًا بين دول الجنوب.
وحذّر شي من العودة إلى "عقلية الحرب الباردة" والمواجهات بين التكتلات، داعيًا إلى الدفاع عن أنظمة التجارة متعددة الأطراف، في إشارة إلى السياسات الحمائية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر حرب الرسوم الجمركية، والتي ألقت بظلالها على اقتصادات نامية مثل الهند.
دور الصين المتصاعد
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وصف الصين بأنها تلعب دورًا "أساسيًا" في دعم التعددية الدولية. ويرى محللون أن بكين تستغل هذه القمة، الأكبر من نوعها هذا العام، لإبراز رؤيتها البديلة لإدارة النظام العالمي في وقت تتراجع فيه واشنطن عن التزاماتها الدولية وتتصاعد حالة الاضطراب الجيوسياسي.