أزمات تضرب بالمزارعين من حروب وموجات حر مقابل غياب التعويض

مزارعو الشمال تلقوا ضربات اقتصادية منذ تفجر الحرب وصولا الى موات الحر فيما تغيب التعويضات الحكومية عن الخسائر الفادحة

2 عرض المعرض
موسم الزراعة في الشمال
موسم الزراعة في الشمال
موسم الزراعة في الشمال
(فلاش 90)
اشتكى عدد من المزارعين في البلاد من كساد محاصيلهم الزراعية نتيجة الاستيراد من الخارج وغياب الدعم الحكومي، ما اضطرهم إلى ترك منتجاتهم في الحقول دون جنيها، بسبب انعدام الجدوى الاقتصادية وعدم قدرتهم على منافسة البضائع المستوردة.
وقال جمال ذياب، مندوب المزارعين في منطقة الشمال، في حديث لراديو الناس: "الأزمات التي تلحق بالمزارعين لم تعد تُحصى. فكما نشهد اليوم في أزمة البصل، شهدنا في السابق وفرة في البندورة والكوسا والفلفل وغيرها من المنتجات الزراعية، وهذا أدى إلى فائض كبير في الأسواق مقابل ضعف الطلب".
جمال ذياب: فائض بالمحاصيل مقابل انخفاض الطلب بالمنتجات الزراعية ضرب المزارعين
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
07:26
وأوضح ذياب أن "وزارة الزراعة ومجلس تسويق الخضار طلبا من المزارعين خلال حرب عام 2023 مع غزة مضاعفة المساحات المزروعة، خاصة بالبصل. وبالفعل استجبنا لذلك وزرعنا كميات كبيرة، لكن النتيجة كانت فائضًا في المحصول وانخفاضًا في الأسعار، ما أدى إلى خسائر فادحة". وأضاف: "لا تزال مساحات واسعة من البصل حتى الآن في الأرض، إذ أن تكلفة جنيها أعلى من ثمن بيعها".
وأشار إلى أن ارتفاع أجور العمال زاد من أعباء المزارعين، قائلاً: "في بعض الحالات بلغت تكلفة العمالة أكثر من قيمة المنتوج نفسه، ما اضطرني شخصيًا إلى ترك محاصيل البندورة في الحقول هذا العام".
وتحدث ذياب عن الأضرار التي لحقت بمزارعي الشمال نتيجة الحرب مع لبنان قائلاً: "توقف العمال الأجانب، وخاصة التايلانديين، عن النزول إلى الحقول خوفًا من القصف، فيما أدت الشظايا إلى تدمير الدفيئات الزراعية ودخول الحشرات إليها، ما تسبب بخسائر إضافية".

موجة الحر تفاقم الأزمة

ولفت إلى أن الأحوال الجوية غير المستقرة فاقمت الأزمة، موضحًا: "قبل أيام شهدنا ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، ما أدى إلى احتراق الأزهار والثمار، وبالتالي نقص المعروض من المحاصيل وارتفاع أسعارها. فعلى سبيل المثال ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من الخيار للتاجر من 3 شواقل إلى 7 شواقل خلال أسبوع واحد فقط".
2 عرض المعرض
موسم الزراعة في الشمال
موسم الزراعة في الشمال
موسم الزراعة في الشمال
(فلاش 90)
وفيما يتعلق بالخطوات التي اتخذها المزارعون، أكد ذياب أنهم يتوجهون باستمرار إلى وزارة الزراعة ومجلس تسويق الخضار للمطالبة بالتعويضات، لكنه قال: "للأسف لا حياة لمن تنادي. نحن نطالب دائمًا بالوقوف إلى جانب المزارع الذي هو أساس الحياة في البلاد، لكن حتى الآن لم نحصل على أي تعويضات حقيقية، بل نُطالب بمستندات وإجراءات معقدة تعرقل وصول الدعم".
وختم ذياب بالتأكيد أن استمرار غياب الدعم الرسمي وتفاقم الأزمات المناخية والأمنية يهدد مستقبل المزارعين في الشمال، قائلاً: "حتى اللحظة لم يصل أي مسؤول ليستمع إلى معاناتنا عن قرب، وهذا يضع الزراعة الوطنية أمام خطر حقيقي".