قبلت المحكمة المركزية طلب الشرطة بالاستئناف على قرار قاضي محكمة الصلح بالإفراج عن مستشار نتنياهو يونتان أوريخ، حيث قررت المركزية إعادة اعتقاله على ذدمة التحقيق، خاصة بعد الكشف عن معلومات جديدة في إطار التحقيق الذي يجري فيما بات يعرف بـ"قطر غيت".
شبهات باتصالات مستمرة بين مشتبهين إسرائيليين والمخابرات القطرية
وكشفت النقاب مساء اليوم أن الشرطة الإسرائيلية تشتبه في أن المخابرات القطرية قامت بتشغيل اثنين من المشتبه بهم الذين يتم التحقيق معهم في إطار ما بات يُعرف إعلاميًا بـ"قضية قطر غيت"، وأنها كانت على اتصال مستمر بهما.
وبحسب المصادر، تعتزم الشرطة الإسرائيلية استدعاء الجنرال المتقاعد يوآف (فولي) مردخاي، الذي يشغل حاليًا دورًا محوريًا في ملف الأسرى والمفقودين وفي التنسيق مع الجانب القطري، للإدلاء بشهادته في القضية.
قاضٍ يامر بالإفراج عن مستشاري نتنياهو
يأتي ذلك بعد تطور دراماتي بقضية "قطر غيت"، وفيه أمر قاضي محكمة الصلح في مدينة ريشون لتسيون، مناحيم مزراحي، اليوم الخميس، بإطلاق سراح يونتان أوريخ، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، من الاعتقال الفعلي ومن الإقامة الجبرية، بعد أن اعتُقل مجددًا بشكل مفاجئ أمس، قبل ساعات فقط من انتهاء مدة إقامته الجبرية.
وخلال جلسة تمديد التوقيف، كان قد وجه القاضي انتقادات لاذعة للشرطة، متسائلًا: "لماذا تم اعتقال أوريخ أصلاً؟"، مؤكدا في هذا السياق أن قرار التوقيف جاء دون أساس قانوني واضح، مضيفًا: "القرار اتُخذ بسرعة غير مبررة، دون مبرر قانوني، ودون أن يكون هناك خشية حقيقية من عرقلة التحقيق".
وأشار القاضي إلى أن ما قُدم له من "معلومات جديدة" لتبرير الاعتقال لا يشكل أدلة كافية، واصفًا إياها بـ"القديمة". كما رفض القاضي أيضًا تمديد الإقامة الجبرية للناطق السابق باسم رئيس الوزراء، إيلي فيدليشتاين، الذي يُشتبه بتورطه في القضية.
وأفادت الشرطة أن أوريخ مشتبه به بجرائم تلقي رشاوى والتواصل مع عميل أجنبي وغسل أموال، إلا أن القاضي أبدى شكوكًا كبيرة بشأن توفر الشروط الأساسية لهذه التهم، خاصة صفة "موظف عام" اللازمة لتجريم تلقي الرشوة.
في المقابل، انتقد محامي أوريخ، عميت حداد، سلوك الشرطة بشدة، مؤكدًا أن موكله وعائلته تعرضوا لتضليل، إذ أبلغت الشرطة زوجته بالحضور لاستلامه، قبل أن تتراجع فجأة وتعلن عن إعادة اعتقاله.
من جهة أخرى، كشفت التحقيقات عن مشتبه جديد في القضية، وهو موظف سابق في جهاز "الموساد"، مقرّب من ضابط احتياط بارز في الجيش الإسرائيلي، ويُشتبه به بتلقي رشاوى وغسل أموال والتواصل مع جهات أجنبية. وقد أطلق سراحه اليوم من قبل القاضي مزراحي أيضًا.
القضية التي تُعرف إعلاميًا بـ"قطر غيت"، تتركز في التحقيق بمصدر وتحويلات أموال قطرية، يشتبه بأنها استُخدمت لشراء نفوذ داخل إسرائيل. وتحقق الشرطة في احتمال تلقي أوريخ مدفوعات من شركة لصاحبها شروليك أينهورن، وسط شبهات بوجود صلة غير معلنة بجهات قطرية.
وتعليقًا على هذه التطورات، قال وزير الاتصالات شلومو كارعي إن "مافيا حكم القانون تواصل مطاردة أوريخ بلا أساس"، فيما دعا رئيس حزب الديمقراطيين يائير غولان إلى فتح تحقيق مع رئيس الوزراء نفسه، مؤكدًا أن "الأموال القطرية التي مولت مجزرة 7 أكتوبر مولت أيضًا مكتب نتنياهو".
First published: 16:34, 08.05.25