1 عرض المعرض


مصطفى خليل - مدير قسم المعارف في مجلس محلي أبو الهيجاء ، فادي طراد - المتحدث باسم لجنة أولياء أمور الطلاب العرب القطرية
(فيسبوك)
يسود استياء واسع في البلدات العربية من جراء تكرار حوادث العنف في المدارس، وآخرها حادثة الاعتداء على أحد معلمي المدرسة الثانوية في قرية كوكب أبو الهيجاء، فيما استنكر المجلس المحلي في القرية حادثة الاعتداء، مؤكدا أن هذا التصرف يشكل اعتداء على حرمة المؤسسة التربوية بأكملها.
وفي هذا السياق، قال مصطفى خليل، مدير قسم المعارف في مجلس محلي كوكب أبو الهيجاء إنّ الاعتداء الذي شهدته إحدى مدارس القرية وأثار ضجة مؤخراً لم تكن اعتداءً مقصوداً على أحد المعلمين، بل "سوء فهم بين طلاب انتهى بإصابة غير مقصودة للمعلم أثناء محاولته فضّ الخلاف".
مدير معارف كوكب: ما جرى بالمدرسة سوء فهم لا يمثل البلدة
المنتصف مع شيرين يونس
08:04
ويقول خليل: "كوكب بلدة هادئة، لا تعرف مثل هذه الأحداث. ما جرى لا يمثل قيمنا ولا مؤسساتنا التعليمية، والمعلم المصاب من أفضل الكوادر التربوية لدينا." مضيفا أنّ "المدرسة معروفة على نطاق الدولة بإنجازاتها، ولذلك كانت الصدمة كبيرة لدى الأهالي والطلاب على حدّ سواء"، مشيراً إلى أن المجلس المحلي وإدارة المدرسة بادروا فوراً إلى معالجة الموضوع "تربوياً ومنع تكراره".
وكشف خليل أنّ قسم المعارف ينفّذ برامج توعية شاملة للطلاب من جميع المراحل الدراسية، تشمل محاضرات يقدمها مختصون وقانونيون لتثقيف الطلاب حول تبعات السلوك العنيف، وقال: "اليوم بالذات بدأنا فعالية جديدة مع أحد المحامين لتوعية طلاب الثانوية حول العنف والعواقب القانونية لأي تصرف متهور."
ويرى خليل أنّ الوقاية تبدأ بالتربية السليمة، لكنه شدّد على أنّ "المدارس لا يمكن أن تنجح في مهمتها التربوية وحدها"، داعياً الأهل إلى الانخراط الفعلي في متابعة أبنائهم. وتابع: "لا نريد أن يُقاس نجاح مدارسنا فقط بنسبة البجروت، بل أيضاً بمستوى الأخلاق والانضباط والسلوك الإنساني."
فادي طراد: ما يحدث في المدرسة انعكاس لما يجري في البيت
من جهته، يرى المتحدث باسم لجنة أولياء أمور الطلاب العرب القطرية، فادي طراد، أنّ أزمة العنف المدرسي أعمق من أن تُختصر في حوادث منفردة، مؤكداً أنها "نتاج بيئة اجتماعية متوترة، وتغييب لدور الأهل والمربين والقدوة".
فادي إطراد: ما يحدث في المدرسة انعكاس لما يجري في البيت
المنتصف مع شيرين يونس
08:11
وقال طراد: "العنف في مدارسنا خط أحمر، ولكن علينا أن نقرّ بأن أبناءنا هم من يمارسونه. ما يحدث في البيت ينعكس على المدرسة وليس العكس. المدرسة تعلّم، لكنها لا تربي."
وأشار إلى أن "غياب الدور التربوي للأهل، وتراجع مكانة المعلم والأم كقدوة، أسهما في تفاقم الظاهرة"، مضيفاً: "لا يمكن أن نحمل المدرسة وحدها المسؤولية بينما طلاب في الإعدادية والثانوية يسهرون خارج بيوتهم حتى ساعات الفجر دون رقابة."
ورأى طراد أن الموارد المتاحة في السلطات المحلية والمدارس "كافية لو تم توجيهها بالشكل الصحيح"، قائلاً: "لدينا برامج وتمويلات ضخمة مثل 360 وغيفن، لكن المشكلة في كيفية إدارة هذه الموارد وتوجيهها للفئات التي تحتاجها فعلاً."
ودعا إلى شراكة حقيقية بين الأهالي والمدارس والسلطات المحلية ووزارة التربية والتعليم، مؤكداً أن "الحل لا يمكن أن يأتي من جهة واحدة". وقال في هذا السياق "يجب أن نكون شركاء في الحل، لا مجرد ناقدين من الخارج. التربية مسؤولية جماعية تبدأ من البيت وتمتد إلى المدرسة والمجتمع كله."

