كمين غير مسبوق قرب تدمر: مقتل جنود أميركيين ومترجم خلال دورية مشتركة في سوريا

وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا، فإن منفذ الهجوم قُتل خلال تبادل إطلاق النار، فيما جرى إجلاء المصابين الأميركيين بواسطة مروحيات إلى قاعدة التنف الأميركية الواقعة قرب الحدود السورية–العراقية، على بُعد أكثر من 100 كيلومتر من موقع الحادث

1 عرض المعرض
 من لقاء ترامب والشرع اليوم في البيت الأبيض الذي انعقد دون مؤتمر صحفي
 من لقاء ترامب والشرع اليوم في البيت الأبيض الذي انعقد دون مؤتمر صحفي
من لقاء ترامب والشرع في البيت الأبيض الذي انعقد دون مؤتمر صحفي
(تصوير البيت الأبيض)
قُتل جنديان أميركيان ومواطن أميركي كان يعمل مترجمًا، ظهر اليوم السبت، إثر هجوم مسلح استهدف دورية عسكرية مشتركة أميركية–سورية في محيط مدينة تدمر وسط سوريا، في حادثة وُصفت بأنها غير اعتيادية وخطيرة. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني أن مسلحًا من تنظيم "داعش" فتح النار على القوة المشتركة أثناء قيامها بجولة ميدانية في المنطقة، ما أسفر عن مقتل الجنود الأميركيين والمترجم، إضافة إلى إصابة ثلاثة جنود أميركيين آخرين بجروح متفاوتة. كما أُصيب جنود سوريون خلال الاشتباك. ووفق وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا، فإن منفذ الهجوم قُتل خلال تبادل إطلاق النار، فيما جرى إجلاء المصابين الأميركيين بواسطة مروحيات إلى قاعدة التنف الأميركية الواقعة قرب الحدود السورية–العراقية، على بُعد أكثر من 100 كيلومتر من موقع الحادث. ولاحقًا، تأكدت وفاة الجنود والمترجم متأثرين بإصاباتهم.
سياق أمني وسياسي معقّد وتأتي هذه الحادثة في ظل استمرار الوجود العسكري الأميركي في سوريا منذ سنوات، في إطار الحرب على تنظيم داعش، حيث تنتشر القوات الأميركية بشكل أساسي في شمال شرق البلاد، وتتعاون مع قوات كردية محلية. وكان البنتاغون قد أعلن في نيسان/أبريل الماضي عن تقليص عدد القوات الأميركية في سوريا بنسبة 50%، ليصل إلى نحو ألف جندي فقط. في المقابل، يواصل الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي يسعى إلى بسط سيطرته على كامل الأراضي السورية، مفاوضاته مع القوات الكردية التي تطالب بالحفاظ على نوع من الحكم الذاتي، مطالبًا في الوقت ذاته بأن تعمل القوات الأميركية تحت مظلة حكومته.
تحركات أميركية ومباحثات إقليمية وفي سياق متصل، أفادت رويترس الشهر الماضي بأن الولايات المتحدة تستعد لإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في محيط دمشق، لم يُكشف عن اسمها أو موقعها الدقيق، بهدف مراقبة التفاهمات الأمنية الجاري بحثها بين سوريا وإسرائيل. وبحسب التقرير، فإن القاعدة المرتقبة تقع في منطقة تُشرف على أجزاء من جنوب سوريا، يُفترض أن تتحول إلى منطقة منزوعة السلاح بموجب اتفاق عدم اعتداء قيد التبلور. وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة أجرت بالفعل اختبارات أولية في الموقع، من بينها استخدام طائرة نقل عسكرية من طراز C-130، للتحقق من جاهزية مدرج الطيران.
علاقة واشنطن بدمشق ويُذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبدى، منذ وصول أحمد الشرع إلى السلطة عقب نهاية الحرب الأهلية وهزيمة بشار الأسد، مواقف إيجابية تجاه الرئيس السوري الجديد. وخلال الشهر الجاري، استقبل ترامب الشرع في زيارة وُصفت بالتاريخية إلى البيت الأبيض، حيث قال في مؤتمر صحفي: “أنا منسجم معه، ولدي ثقة بأنه مناسب لهذا المنصب”. ومنذ تولّيه الحكم، يقدّم الشرع نفسه بواجهة معتدلة أمام الغرب، مؤكدًا أنه تخلى عن الأيديولوجيا المتطرفة التي تبناها في مراحل سابقة. وعلّق ترامب على ذلك بالقول: “ماضيه إشكالي، لكن لكلٍّ منا ماضٍ إشكالي”، مضيفًا أن سوريا “عنصر مهم في الشرق الأوسط”، وأن واشنطن تعمل على دفع اتفاق بين إسرائيل وسوريا. وتثير حادثة الكمين قرب تدمر تساؤلات واسعة حول مستقبل الوجود الأميركي في سوريا، ومستوى المخاطر الأمنية التي تواجه القوات المنتشرة هناك، في وقت تشهد فيه الساحة السورية تحولات سياسية وأمنية حساسة.