حذّر الجيش الإسرائيلي، اليوم، سكان مدينة غزة ومخيم جباليا من البقاء في منازلهم، داعيًا إياهم إلى الإخلاء الفوري نحو منطقة المَواسي جنوب القطاع، وذلك في ظل تصعيد عسكري متواصل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، في بيان نُشر عبر حساباته باللغة العربية: "لأجل سلامتكم،غادروا فورًا إلى منطقة المواسي. الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات عسكرية واسعة النطاق في تلك المناطق، وستتوسع لتشمل مركز المدينة بهدف تدمير بنى التنظيمات المسلحة". وأضاف: "حماس تُعرّض حياتكم للخطر وتقودكم إلى كارثة"، حسب تعبيره.
في سياق متصل، أفادت صحيفة "الشرق الأوسط" نقلًا عن مصادر في حماس بأن المحادثات الجارية بشأن صفقة تبادل الأسرى والمختطفين أو اتفاق تهدئة تشهد تقدمًا ملحوظًا، مدفوعةً برغبة أميركية في تحريك الملف.
وتركّز المفاوضات حاليًا، وفق ذات المصادر، على بلورة اتفاق مرحلي لوقف إطلاق النار، يشمل إعادة صياغة مبادرة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وسط تقدم في التنسيق مع مصر وقطر وجهات أميركية بشأن الضمانات المطلوبة. وأشارت التقديرات إلى أن التوصّل إلى اتفاق قد يستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة.
في واشنطن، كشفت وكالة "أسوشيتد برس" عن زيارة مرتقبة لوزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، لإجراء محادثات بشأن غزة.
وكانت مصادر مصرية قد أفادت أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا متزايدة على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من أجل التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد، في إطار جهود دولية حثيثة لتقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف.
وفي تطور إقليمي لافت، كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" أن مفاوضات غير مباشرة تجري بين إسرائيل وسوريا.
ونقلت عن مصادر سورية مطلعة أن دمشق تطالب بوقف الهجمات الإسرائيلية والعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974، فيما تسعى إسرائيل، وفق التقارير، إلى إقامة منطقة عازلة داخل جنوب سوريا.
من جانبه، صرّح وزير الخارجية الإسرائيلي بأنه لا يستبعد تطبيع العلاقات مع سوريا، لكنه شدد على أن أي اتفاق لن يتم إلا إذا بقي الجولان تحت السيادة الإسرائيلية، بحسب قوله.
ميدانيًا، يستمر القصف الإسرائيلي على عدة مناطق في قطاع غزة، حيث استهدفت الغارات مدينة خان يونس، ومحيط مدينة رفح جنوبًا، بالإضافة إلى مناطق في جباليا ومدينة غزة شمالًا.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن الجيش الإسرائيلي اغتال الليلة حكيم العيسى، أحد قادة منظومة التدريب والتطوير في كتائب القسام، والذي تتهمه إسرائيل بالتورط في التخطيط لهجمات السابع من أكتوبر.
في المقابل، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن الجيش أبلغ المستوى السياسي بأن العمليات البرية في غزة أوشكت على استنفاد غاياتها، في ظل غياب أهداف استراتيجية إضافية يمكن تحقيقها دون المساس بسلامة المحتجزين الإسرائيليين.
ومن المقرر أن تُعقد اليوم جلسة تقييم في مقر القيادة الجنوبية، بحضور رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن إسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير، لبحث مستقبل العملية العسكرية.