شهدت المدن المقدسة في البلاد، صباح اليوم (الأحد)، أجواء مميزة وموحّدة، حيث احتفلت الطوائف المسيحية الشرقية والغربية سويًا بأحد الشعانين، وذلك قبل أسبوع من عيد الفصح المجيد، في حدث نادر يتزامن فيه التقويمان الشرقي والغربي.
وتوافد آلاف المصلين من مختلف المناطق إلى الكنائس والأديرة في كل من الناصرة والقدس وبيت لحم، بالإضافة إلى سائر المدن والبلدات، حاملين سعف النخيل وأغصان الزيتون، وهم يرتّلون الأناشيد الخاصة بهذه المناسبة، وسط أجواء من الفرح والابتهال.
في مدينة الناصرة، ترأس الكهنة القداديس بمشاركة واسعة من الأهالي والزوار المحليين والسياح، حيث علت الزغاريد وتراتيل الأطفال، في مشهد جمع بين الطقوس الدينية والبهجة الشعبية.
أما في القدس، فقد تركزت الاحتفالات في باحة كنيسة القيامة، حيث ترأس البطاركة والمطارنة قداديس خاصة بهذه المناسبة، وتوجهت جموع المؤمنين في موكب احتفالي من جبل الزيتون إلى المدينة القديمة، تخليدًا لدخول السيد المسيح إلى القدس قبل أكثر من ألفي عام.
وفي بيت لحم، مهد السيد المسيح، أُقيمت القداديس في كنيسة المهد ومحيطها، بمشاركة أبناء المدينة وزوارها، وازدانت الشوارع بالألوان والزينة التي عكست روح العيد ووحدة المناسبة.
هذا وتُعدّ احتفالات أحد الشعانين من أبرز المناسبات الدينية التي تمهّد لأسبوع الآلام، وتُجسّد مشهد دخول المسيح إلى القدس، حيث استُقبل آنذاك بأغصان النخيل والزيتون، رمزًا للسلام والخلاص.
وأعرب العديد من المشاركين عن سعادتهم بتزامن الاحتفال هذا العام بين الطوائف، معتبرين أن هذه المناسبة تُعزّز روح الوحدة والتآخي بين المسيحيين في البلاد، لا سيّما في ظل التحديات التي تمرّ بها المنطقة.
الجهات الكنسية والبلدية أكدت بدورها على أهمية احترام الأجواء الروحية، وأشادت بالتعاون الأمني والتنظيمي الذي رافق الاحتفالات، لضمان سلامة الجمهور وانسيابية الحركة في المناطق المكتظة.