خلال مراسم إحياء ذكرى المحرقة التي نظّمتها بلدية هود هشارون، يوم الأربعاء، وجّه رئيس البلدية، أمير كوخافي، رسالة قوية حملت في طياتها تلميحات واضحة إلى الأحداث الجارية في قطاع غزة، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ موقف أخلاقي وإنساني حيال ما يحدث. وقال: "لا يحق لنا أن نصمت إزاء الفظائع التي تُرتكب بحق شعوب أخرى، حتى وإن كانت تتم باسمنا".
كوخافي استشهد في كلمته بمقتطف من خطاب أحد الناجين من المحرقة، لافتًا إلى أن إسرائيل اليوم، في عام 2025، تخوض ثلاث حروب متوازية: حرب خارجية ضد أعداء يسعون لتدميرها، وحرب داخلية بين فصائل وتيارات تتنازع حول هوية الدولة وسرديتها، وحرب إنسانية لإعادة 59 مختطفًا ما زالوا محتجزين منذ هجوم 7 أكتوبر 2023.
كما استحضر كوخافي مقالًا للناجي من المحرقة يهودا إلكانا، الذي ميّز بين نوعين من الناجين: من أقسموا أن لا تتكرر المأساة مجددًا أبدًا، ومن أرادوا ضمان عدم تكرارها عليهم فقط. وأكد كوخافي أن الواجب الأخلاقي والإنساني يفرض على إسرائيل أن تمنع تكرار مثل هذه الجرائم، ليس فقط بحق اليهود، بل بحق كل الشعوب.
وفي ختام كلمته، شدد رئيس البلدية على أهمية الحفاظ على ذكرى المحرقة كتحذير دائم للبشرية جمعاء، قائلًا: "علينا أن نبني مجتمعًا أخلاقيًا وقويًا، يشكل وطنًا صالحًا لجميع أبنائه، ويكون مصدر إلهام لليهود وغير اليهود على حد سواء".
وفي منشور عبر منصة "إكس"، علّق كوخافي على التفاعلات المثارة حول خطابه قائلًا: "تشويه حديثي محاولة لصرف الأنظار عن الحقيقة الأساسية: لا يزال هناك 59 رجلًا وامرأة مختطفين في غزة منذ 565 يومًا، ويجب إعادتهم فورًا، سواء أحياءً لإعادة تأهيلهم، أو أمواتًا لدفنهم بكرامة. كل ما عدا ذلك هو تشويش لا يخدم الهدف الحقيقي".