لقي الشابان محمد سطل وأحمد مشهراوي، في العشرينات من عمرهما ومن سكان مدينة يافا، مصرعهما فجر اليوم (الثلاثاء) في حادث سير مروّع، بعد اصطدام دراجتهما النارية بحافلة على شارع أيالون السريع في تل أبيب.
ووفق المعطيات الأولية، وقع الحادث عندما توقفت الحافلة بشكل مفاجئ، ما أدى إلى اصطدام الدراجة بها ووقوع الشابين أرضًا، وقد نُقلا بحالة حرجة إلى المستشفى، حيث تم لاحقًا إعلان وفاتهما متأثرين بجراح بالغة في مختلف أنحاء جسديهما.
عصام سطل قريب المرحوم محمد سطل
المنتصف مع شيرين يونس
04:32
قريب المرحوم: محمد وأحمد من زينة شباب يافا، فقدنا رجالًا لا تُعوّض أخلاقهم
وفي حديث مؤثّر لراديو الناس ضمن برنامج المنتصف، قال عصام سطل، قريب الشاب محمد سطل، إن العائلة تلقت الخبر بصدمة عميقة، وأضاف:"محمد وأحمد كانا من خيرة شباب البلد، في عمر الشباب لكنّهم بمواقفهم كانوا رجالًا بكل معنى الكلمة. كل من عرفهم يشهد لهم بالأخلاق الطيبة والتعامل الحسن."
وأردف: "رغم الفاجعة، أبدت العائلة صبرًا ورضًا بقضاء الله، قلنا إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ونأمل أن تكون مصيبتهم عبرة للشباب الآخرين."
وفيما نُشرت صور للحادث على وسائل التواصل، علّق عصام قائلًا:"نحن نتعامل مع الصورة كواقع مؤلم، وإذا كانت عبرة للناس، فلا بأس، لكن يجب ألا تُستخدم بطريقة مسيئة أو مؤذية."
حادث جديد يفتح جراحًا قديمة: 49 قتيلًا من راكبي الدراجات منذ بداية العام
هذا الحادث يأتي ضمن سلسلة من الحوادث المأساوية التي أودت بحياة العشرات من راكبي الدراجات النارية في البلاد. وتشير البيانات إلى أن 49 شخصًا لقوا مصرعهم منذ بداية العام الحالي نتيجة حوادث مماثلة، ما يثير القلق مجددًا حول الثقافة المرورية والالتزام بقواعد السلامة.
سادن يونس: الدراجة النارية وسيلة تنقلك وليست أداة لتهورك
المنتصف مع شيرين يونس
06:35
سادن يونس: الدراجة النارية وسيلة تنقلك وليست أداة لتهورك
وفي مداخلة خاصة، قال سادن يونس، مدرب سياقة وممتحن دراجات نارية، لراديو الناس:"علينا أن نكون صريحين: الالتزام بقوانين السير ليس خيارًا، بل واجبٌ لحماية الأرواح. حتى لو توقفت مركبة أمامك بشكل مفاجئ، فإن مسافة الأمان والسرعة القانونية هما خط دفاعك الأول."
وأضاف:"نحن لا نُلقي اللوم على الضحايا، لكن لا بد أن نسأل أنفسنا: هل نحن نلتزم فعلًا؟ هل نتعامل مع الدراجة كوسيلة نقل أم وسيلة تهور؟"
وشدّد يونس على أهمية التوعية في الجوانب التقنية والسلوكية:"السياقة ليست فقط قانونًا، بل أيضًا أخلاق. حق الأولوية لا يعني أن تمارس العنف على الطريق… نحن نعلم طلابنا أن الأخلاق جزء من السلامة."
الزي الرسمي وأدوات الحماية ليست كافية دون وعي
وأشار يونس إلى أن ارتداء معدات الحماية مثل الخوذة، والسترة الواقية، وبنطال الحماية، ضروري جدًا، لكنه لا يكفي:"حتى مع كامل العتاد الواقي، من يقود بسرعة جنونية سيبقى معرضًا للخطر. السلامة تبدأ من العقل والانضباط."
يافا تودّع أبناءها ورسالة مفتوحة لشباب الدراجات
في الوقت الذي تودّع فيه يافا اثنين من أبنائها في جنازة حزينة، تبقى الرسالة الأهم موجهة إلى الشباب:التزموا، توعّوا، وعودوا سالمين إلى بيوتكم. فالحياة لا تعاد… والحادث لحظة، لكنه يغيّر مصير عائلات بأكملها.