رغم مرور عامين على مقتل الشاب ديار العمري (19 عامًا) من قرية صندلة، ما زالت عائلته والمجتمع العربي يترقّبون صدور الحكم النهائي في القضية التي صدمت المجتمع العربي، بينما لا تزال جلسات المحكمة مستمرة دون قرار قاطع.
العمري قُتل برصاص مستوطن يهودي من بلدة "غان نير" المجاورة، في حادثة وقعت خلال عطلة نهاية أسبوع في العام 2023، عندما كان الشاب خارجًا للتنزه بعد أسبوع عمل، كما تقول عائلته. الفيديو المصوّر للحادثة أظهر لحظات إطلاق النار، وقد أكّدت الشرطة حينها أن الحديث يدور عن "عملية قتل متعمّدة وليست خطأ".
الوالد أحمد العمري: ديار قُتل لأنه عربي وسنغلق المفارق إن لزم الأمر
والد الضحية، أحمد العمري، عبّر عن حزنه وغضبه في حديث لـ"راديو الناس"، قائلًا:"منذ عامين ونحن نعيش حزنًا لا يوصف، فقدنا فلذة كبدنا ونوارة البلدة. ديار لم يُقتل عبثًا، بل لأنه عربي، والمجرم كان مليئًا بالكراهية. رفع سلاحه بدمٍ بارد وأطلق النار عدة مرات. الشرطة نفسها قالت إن القتل متعمّد، والمجرم هتف ’الموت للعرب‘. ومع ذلك، لا يزال الحكم معلقًا، رغم وضوح كل شيء".
غياب الحكم بعد عامين يثير الغضب في صندلة والمجتمع العربي
وأضاف العمري:"هذا العام لم نُحيِ الذكرى كما في السنوات الماضية، بل سنقوم بمسيرة صغيرة بعد صلاة الجمعة المقبلة لقراءة الفاتحة على روحه. نطالب بأقصى العقوبات للقاتل. إذا شعرنا بوجود تلاعب في الملف، سنخرج إلى الشوارع بعشرات الآلاف، ولن نسكت عن حقنا وسنخرج للشوارع ونغلق المفارق".
من جانبه، أكّد المحامي عمر خمايسي، مدير مؤسسة "ميزان" لحقوق الإنسان والممثل القانوني للعائلة، أن القضية لا تزال في مراحلها النهائية، وقال:"كلمات والد ديار مؤثرة جدًا، ولا يمكن التهوين من الألم الذي تعيشه العائلة. رغم وضوح الفيديو واعترافات المتهم، لم تُوجّه إليه تهمة القتل العمد حتى الآن. النيابة قدّمت لائحة اتهام، لكنها دون المستوى الذي كنا نأمله".
خمايسي: المتهم سيُدلي بشهادته في 12 أيار ونخشى من حكم مخفف
وتابع خمايسي:"في الجلسة القادمة، المقررة في 12 أيار، سيدلي المتهم بشهادته وسيحاول الادعاء بأن الطلقة خرجت عن طريق الخطأ، وليس بدافع الدفاع عن النفس كما زُعم سابقًا. من المنتظر أن تكون جلسة مؤثرة، خاصة مع شهادة عائلة الضحية التي تأثرت بشدة خلال الجلسات السابقة".
وحول مسار القضية، أضاف:"نتوقع صدور حكم نهائي حتى نهاية العام الجاري. ورغم أنني أتوقع إدانة المتهم، إلا أنني لا أعتقد أن العقوبة ستكون مشددة، في ظل الأجواء السياسية الحالية. نأمل أن يكون هناك حكم منصف على الأقل، لأن التبريرات التي قدّمها المتهم حتى الآن غير مقنعة".
قضية ديار العمري تحوّلت إلى رمز للقهر والتمييز، وأثارت تضامنًا واسعًا داخل المجتمع العربي. ومع استمرار المماطلة القضائية، يبقى التساؤل مفتوحًا: هل ستنصف العدالة عائلة ديار، أم سيُطوى الملف كما طُويت ملفات سابقة مشابهة؟