إسرائيل تدرس "ضربة محدودة" ضد إيران وسط تخوف من رد قاسٍ

وأشار ميخائيل إلى أن منشآت "نطنز" و"فوردو"، واللتين تُعدان من أبرز مراكز تخصيب اليورانيوم في إيران، تقبعان على عمق يصعب على إسرائيل استهدافهما بدون استخدام ذخائر خارقة للتحصينات

راديو الناس|

1 عرض المعرض
ايران اسرائيل
ايران اسرائيل
ايران اسرائيل
(فلاش 90)
في ظل مؤشرات على تقدم المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي، تتزايد المخاوف في إسرائيل من أن تتخلى الولايات المتحدة عن مطلبها التقليدي بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل. وقد ازدادت هذه المخاوف بعد تقارير كشفت أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ألغى خطة إسرائيلية لضرب المنشآت النووية الإيرانية لصالح خيار التفاوض المباشر.
وفي تقرير نشرته وكالة "رويترز" يوم السبت، نُقل عن مصادر إسرائيلية أن تل أبيب لا تزال تدرس خيار "الضربة المحدودة" ضد أهداف نووية في إيران، وهي عملية عسكرية تتطلب قدرًا أقل من الدعم الأميركي مقارنة بعمليات أوسع نطاقًا، لكنها لا تخلو من مخاطر أمنية واستراتيجية كبيرة.
ما المقصود بالضربة المحدودة؟ بحسب ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن إسرائيل قدّمت في الأشهر الأخيرة للإدارة الأميركية سلسلة سيناريوهات محتملة لضرب إيران، تشمل مزيجًا من الضربات الجوية والعمليات الخاصة. لكن المقترح الأخير يتجه نحو نسخة أكثر تقليصًا، تُعرف بـ"الضربة المحدودة".
وفي هذا السياق، قال البروفيسور كوبي ميخائيل، الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي، إن "المقصود بالضربة المحدودة ليس واضحًا تمامًا، وقد تشمل استهدافًا لتقنيات نووية، أو بنى تحتية عسكرية أو اقتصادية. لكنها، بأي حال، لن تدمّر المشروع النووي الإيراني بالكامل، بل ستؤخره فقط".
وأشار ميخائيل إلى أن منشآت "نطنز" و"فوردو"، واللتين تُعدان من أبرز مراكز تخصيب اليورانيوم في إيران، تقبعان على عمق يصعب على إسرائيل استهدافهما بدون استخدام ذخائر خارقة للتحصينات، وهو ما تملكه الولايات المتحدة فقط.
مخاطر وتداعيات محتملة ويرى خبراء أن الضربة الإسرائيلية المحدودة قد تكون محدودة الأثر أيضًا، وربما لا تُعيق تقدم إيران سوى لأسابيع أو شهور قليلة. والأسوأ من ذلك، وفق ميخائيل، هو أن "مثل هذه الضربة قد تدفع إيران إلى تسريع مشروعها النووي بدلاً من كبحه، بل وقد تُفسر في طهران على أنها إعلان حرب يتطلب رداً عسكرياً غير مسبوق."
وأكد ميخائيل أن الرد الإيراني سيكون أقوى بكثير من هجمات الطائرات المسيّرة والصواريخ التي شهدناها في أكتوبر وأبريل الماضيين"، مرجّحًا أن يشمل الرد "مئات الصواريخ الباليستية، وهجمات سيبرانية واسعة، وربما عمليات ضد أهداف إقليمية ودولية مرتبطة بإسرائيل".
أميركا مفتاح النجاح أو الفشل وتكمن النقطة الفاصلة، بحسب الخبراء، في مدى الدعم الأميركي لعملية كهذه. فرغم موافقة واشنطن في عهد ترامب على بيع إسرائيل معدات تدريب على استخدام قنابل خارقة للتحصينات، إلا أن تقارير تؤكد أن "تنفيذ هجوم فاعل على منشآت نووية محصنة بعمق، لا يمكن أن يتم دون مشاركة أميركية مباشرة."
وأضاف ميخائيل:"عملية مشتركة مع الولايات المتحدة ستتيح ليس فقط استهداف البرنامج النووي، بل أيضًا البنى التحتية الأمنية والنظامية لإيران، وقد تُسرّع حتى في إسقاط النظام."
مأزق الاستقلالية مقابل التحالف ورغم أن إسرائيل قد تتحرك بشكل منفرد، إلا أنها، بحسب ميخائيل، "ستكون أكثر عرضة للخطر في حال لم تحصل على غطاء أميركي دفاعي واضح، خصوصًا في حال حدوث تصعيد واسع من طهران أو حلفائها في العراق واليمن وسوريا."
وخلص ميخائيل إلى القول:"إذا تصرفت إسرائيل بشكل مستقل بينما تتفاوض الولايات المتحدة مع إيران، فستواجه صعوبة في تأمين دعم أميركي لردع التهديدات، أو حتى لحشد تحالف إقليمي في حال نشوب مواجهة شاملة."