تصاعد التوتر في الخليج، اليوم (الأحد)، مع بدء الولايات المتحدة تنفيذ ضربات على منشآت نووية إيرانية، ما أثار مخاوف جدية في أسواق الطاقة العالمية من احتمال تنفيذ طهران تهديدها بإغلاق مضيق هرمز، الشريان الحيوي لنقل النفط.
ويمر عبر المضيق، الذي يفصل بين إيران شمالًا وسلطنة عُمان جنوبًا، نحو ربع تجارة النفط العالمية، إذ تعبره يوميًا عشرات الناقلات العملاقة المُحمّلة بمليوني برميل في الرحلة الواحدة، قادمة من موانئ نفطية في إيران والسعودية والكويت.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن الرئيس التنفيذي لشركة "Stena Bulk" السويدية لتشغيل الناقلات، إريك هانيل، قوله إن ثلاثًا من ناقلات الشركة موجودة حاليًا في المنطقة، دون أن تسجل أي تهديد مباشر حتى الآن، لكنه أشار إلى "تشويش كبير في أنظمة الملاحة بسبب القصف".
وأضاف هانيل أن الحرس الثوري الإيراني بدأ بمخاطبة طواقم السفن عبر الراديو، مستفسرًا عن كمية النفط المحمّلة ومصدره، والجهة التي تتجه إليها السفينة، بالإضافة إلى هوية مالكيها.
وسبق أن احتجز الحرس الثوري ناقلة تابعة لشركة "Stena Imperio" في عام 2019 لمدة ثلاثة أشهر، ردًا على احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق.
ويحذر مراقبون من أن أي تعطيل لحركة الملاحة في المضيق، الذي يبلغ طوله نحو 100 ميل وعرضه 21 ميلًا، سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، نظرًا لسهولة استهدافه بالصواريخ أو الطائرات المروحية أو الزوارق الهجومية التابعة للحرس الثوري.
في غضون ذلك، أكدت شركات تشغيل ناقلات كبرى لصحيفة "وول ستريت جورنال" أنها تراقب الوضع عن كثب، دون أن تتخذ حتى الآن قرارًا بسحب سفنها من المنطقة.
وفي وقت سابق اليوم، أفادت وسائل إعلام إيرانية أن البرلمان الإيراني وافق على إغلاق مضيق هرمز، وأن القرار النهائي مرهون بموافقة أعلى هيئة أمنية، فيما أكد عضو بلجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني أن الحرس الثوري مستعد لإغلاق المضيق إذا اقتضت الحاجة والظروف ذلك.