ايمان من غزة: واقعنا أشد قسوة ومرارة مما ترونه عبر الشاشات
استديو المساء مع فرات نصّار
07:46
في مشهد إنساني مؤلم يتكرر يوميًا، يواصل "راديو الناس" رصد ما يجري على الأرض في قطاع غزة، حيث تزداد المأساة الإنسانية تفاقمًا. وفي مداخلة هاتفية عبر برنامج "استديو المساء" مع الزميل فرات نصار، نقلت إيمان، وهي أم لأربعة أطفال وتعيش في منطقة المواصي جنوب القطاع، صورة قاتمة عن واقع الحياة هناك، مؤكدة أنّ "ما يراه العالم عبر الإعلام لا يمثل شيئًا من الواقع الأليم الذي نعيشه في القطاع".
معاناة بلا حدود
تصف إيمان معاناتها قائلة:"لا يمكن وصف ما نمر به… طوابير طويلة للماء، وأخرى للطعام، وقلّة في الغاز. نحن 25 شخصًا نعيش جميعًا في خيمة واحدة وسط اكتظاظ سكاني رهيب في المخيمات". وتضيف أن نظام الصرف الصحي في غاية السوء، مع انتشار الحشرات وتلوث المياه، ما أدى إلى إصابة الأطفال بأمراض ومشاكل معوية خطيرة.
أمومة تحت النار والجوع
إيمان التي تحاول يوميًا توفير وجبة طعام لأطفالها، تقول إنها تضطر للوقوف أمام النار أربع ساعات لتحضير لقمة بسيطة:"ما مرّ علينا مأساة كهذه ولا حرب كالتي نعيشها منذ عامين… ما يسمونه مساعدات هو في الحقيقة ذل، فأي مكان في العالم تجبر أم على السير ثمانية كيلومترات للحصول على القليل من الأرز أو العدس؟".
مساعدات قاتلة وخطر دائم
وتؤكد أن المساعدات التي تُسقط جوًا لا يمكن الاقتراب منها:"هذه المساعدات خطيرة، تسقط على الناس فتقتلهم أو تسبب لهم إصابات مباشرة وخطيرة. نحن لا نريد هذه الإهانات، نريد كرامة… تعاملوا معنا كبشر، لا كحيوانات".
وتتابع:"هدفهم إذلالنا ليدفعونا للهجرة… حسبي الله ونعم الوكيل. لكن إلى متى كل هذا الذل وهذه المعاناة؟".
حياة بلا ماء ولا طعام
إيمان تختصر المأساة في جملة موجعة: "لا نستحم إلا مرة واحدة في الأسبوع، ولا نجد ماءً نظيفًا ولا طعامًا نأكله أو نطعمه لأطفالنا… والعالم كله ساكت".
في ختام حديثها، أطلقت إيمان صرخة للعالم بأسره: "نحن نحتضر هنا، ليس فقط من الجوع، بل من فقدان الكرامة الإنسانية، لم يعد أمامنا إلا الاستغاثة بالله والدعاء له ليفرج همنا وضيقنا ويرحمنا، فالدول العربية والعالم بأكمله لم يحرك ساكنًا".