بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة سرطان البروستاتا، الذي يُصادف في 15 سبتمبر من كل عام، نشرت الجمعية الإسرائيلية لمكافحة السرطان بيانات حديثة تُظهر ارتفاعًا مقلقًا في عدد الإصابات بهذا النوع من السرطان، الذي يُعد الأكثر شيوعًا بين الرجال في إسرائيل.
وبحسب التقديرات، من المتوقع أن يُشخّص نحو 3,500 رجل في البلاد بسرطان البروستاتا بحلول نهاية عام 2025، ما يعادل حوالي 292 حالة شهريًا. ويُعد هذا الرقم ارتفاعًا حادًا مقارنة بعام 2020، الذي شهد تسجيل 2,629 حالة فقط، بمتوسط شهري بلغ 219 إصابة.
وتشير توقعات الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، إلى أن عدد الإصابات قد يصل إلى 4,300 حالة سنويًا في إسرائيل بحلول عام 2045.
كبار السن في دائرة الخطر
تُظهر المعطيات أن نحو 75% من حالات سرطان البروستاتا تُسجّل لدى رجال فوق سن 65 عامًا. وفي نحو ثلاثة أرباع الحالات، يتم اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، عندما يكون محدودًا داخل البروستاتا، ما يرفع فرص الشفاء إلى نسبة تقارب 95% عند الخضوع للجراحة أو العلاج الإشعاعي.
العامل الوراثي: خطر إضافي
رغم أن معظم حالات سرطان البروستاتا لا ترتبط بعوامل وراثية مباشرة، إلا أن وجود تاريخ عائلي، خصوصًا لمن شُخّصوا قبل سن 60، قد يشير إلى خطر وراثي أعلى. وتشير التقديرات إلى أن 5% إلى 15% من الحالات تعود إلى طفرات جينية مكتسبة تزيد من خطر الإصابة.
وترتبط بعض الحالات النادرة بمتلازمة "لينش" الوراثية أو بحمل طفرات في جينات BRCA1 وخصوصًا BRCA2، المعروفة بارتباطها أيضًا بسرطانات الثدي والمبيض والبنكرياس.
نمط الحياة: عامل وقاية مهم
تشير دراسات علمية إلى وجود علاقة مباشرة بين التغذية ونمط الحياة من جهة، وخطر الإصابة بسرطان البروستاتا من جهة أخرى. النظام الغذائي الغني بالألياف والخضروات والفواكه، والفقير بالسكريات والدهون والمأكولات المعالجة، قد يُساهم في تقليل خطر الإصابة.
كما لوحظ أن السمنة الزائدة ترتبط بزيادة احتمالية تطور المرض إلى مراحل أكثر عدوانية وسرعة انتشار، وكذلك بارتفاع معدل الوفيات الناتجة عنه.
الفجوة في الحصول على العلاج
من جانبه، حذّر موشيه بر-حاييم، المدير العام للجمعية الإسرائيلية لمكافحة السرطان، من التفاوت العميق في الحصول على العلاجات الحديثة، قائلاً: "للأسف، لم تُدرج بعض العلاجات المتقدمة لسرطان البروستاتا ضمن سلة الأدوية بسبب قيود الميزانية. هذا الوضع يخلق فجوة أخلاقية واجتماعية وطبية خطيرة بين المرضى القادرين على تمويل علاجهم عبر التأمينات أو بشكل خاص، وبين أولئك المعتمدين فقط على السلة العامة، دون إمكانية للوصول إلى أدوية منقذة أو محسّنة للحياة".
توصيات للوقاية من سرطان البروستاتا
• نظام غذائي متوازن: الإكثار من تناول الخضروات والفواكه، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، الدهون المشبعة، السكريات والمأكولات المعالجة أو المحفوظة. يُفضل تقليل استهلاك اللحوم الحمراء، والإكثار من شرب الماء بدلاً من المشروبات المحلاة.
• الطماطم ومشتقاتها: أظهرت دراسات أن استهلاك كميات عالية من الطماطم، سواء طازجة أو مطبوخة، قد يُساهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
• الحفاظ على وزن صحي: يُوصى بالحفاظ على مؤشر كتلة جسم (BMI) بين 18.5 و24.9.
• ممارسة الرياضة: 30 دقيقة من النشاط البدني اليومي – مثل المشي السريع، الجري، السباحة أو ركوب الدراجات – تُعد وسيلة فعالة للوقاية.
• الامتناع التام عن التدخين: الإقلاع عن السجائر وكل منتجات التبغ (بما في ذلك النرجيلة) يساهم في تقليل خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، منها سرطان البروستاتا. وتشير المعطيات إلى أن المدخنين أكثر عرضة للوفاة جراء هذا المرض.