منذ شهرين ونصف والرئيس الأميركي دونالد ترامب يَعِد بما أسماه "بشرى" قادمة بشأن غزة. في بعض الأحيان قال إنها ستأتي "خلال الأسبوع المقبل"، وفي أحيان أخرى تحدث عن "أنباء جيدة عن غزة"، وأحيانًا ذهب إلى حد القول إنها ستصل "خلال 24 ساعة". لكن في الواقع، لم تتحقق أي من هذه التوقعات.
ورغم تحقيق تقدم ما في المفاوضات الجارية في الدوحة، خاصة خلال الأسبوعين الأخيرين وبعد انتهاء الحرب مع إيران، إلا أنه لم يتم التوصل إلى صفقة، ولا إطلاق سراح مزيد من المختطفسن.
كل تصريح من هذا النوع – خصوصًا حين يصدر عن رئيس أقوى دولة في العالم، والتي تفيد تقارير عديدة أنها تضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو عامين – يبث الأمل في نفوس عائلات المختطفين الإسرائيليين من جهة، والناس المدنيين الأبرياء في قطاع غزة، من جهة أخرى دون أي جديد
7 أيار/مايو: "بشرى خلال 24 ساعة"
في 7 أيار، أطلق ترامب تصريحًا من البيت الأبيض قال فيه إن عدد الأسرى الأحياء في قطاع غزة ليس 24 بل 21 (منذ ذلك الحين أُفرج عن عِدان ألكساندر بصفقة مباشرة بين حماس والولايات المتحدة، وانخفض العدد إلى 20، إلى جانب اثنين يُخشى على حياتهما - بحسب إسرائيل).
حينها سُئل ترامب عن غزة فقال: "نحن نتابع ما يحدث، وهناك الكثير من الحديث عن غزة حاليًا – ستعرفون خلال 24 ساعة". وبالفعل، بعد أيام قليلة، تم الإفراج عن عِدان ألكساندر بجهود أميركية، لكن لم يتم التوصل إلى صفقة شاملة تشمل باقي الأسرى، خصوصًا من لا يحملون الجنسية الأميركية.
30 أيار/مايو: "نحن قريبون جدًا من اتفاق"
بعد ثلاثة أسابيع ونصف، صرّح ترامب في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض بأن هناك تقدمًا كبيرًا في صفقة تتعلق بالأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وقال: "ربما نصدر إعلانًا بهذا الخصوص لاحقًا اليوم" – لكن الإعلان لم يصدر أبدًا. وقال ترامب: "هم (إسرائيل وحماس) قريبون جدًا من اتفاق، وسنطلعكم على التفاصيل خلال اليوم أو ربما غدًا".
وقد أدلى بهذا التصريح المتفائل بعد أن أعلن حماس أنه ما زال يدرس "مخطط ويتكوف" – الذي تم تعديله لعدم التزامه بإنهاء الحرب. بعد أسبوعين اندلعت الحرب مع إيران، وتراجع الحديث عن صفقة التبادل، وتركزت تصريحات ترامب على الملف الإيراني.
27 حزيران/يونيو: "سنحصل على وقف إطلاق النار خلال الأسبوع المقبل"
في 27 يونيو، عقب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، قال ترامب إنه يتوقع وقفًا لإطلاق النار في غزة خلال الأسبوع القادم. وأضاف: "أعتقد أننا قريبون، وسنحصل على وقف لإطلاق النار خلال الأسبوع المقبل".
29 حزيران/يونيو: "أبرموا الصفقة!!!"
نشر ترامب منشورًا على منصته "تروث سوشال" قال فيه: "أبرموا الصفقة في غزة، أعيدوا الأسرى!!!"، وذلك بعد سلسلة منشورات طالب فيها بإلغاء محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ما أثار تكهنات بوجود صفقة غير مباشرة: ترامب يساعد في إلغاء محاكمة نتنياهو، مقابل أن يدفع الأخير نحو اتفاق ينهي الحرب في غزة.
14 تموز/يوليو: "آمل خلال هذا الأسبوع"
بعد زيارة نتنياهو إلى واشنطن – التي لم تسفر عن أي جديد في ملف غزة – كثّف ترامب تصريحاته، وقال عند وصوله إلى ولاية ماريلاند بعد حضوره نهائي كأس العالم للأندية في نيوجيرسي: "آمل أن نُحل قضية غزة خلال هذا الأسبوع".
لكن الأسبوع انتهى، ورغم الحديث عن تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، لم يُعلن عن اتفاق جديد بشأن صفقة التبادل. في اليوم ذاته، ومع ورود تقارير عن مناقشات بين وسطاء والوفد الإسرائيلي في الدوحة بشأن خرائط الانسحاب، قال ترامب في تصريح إعلامي إلى جانب الأمين العام لحلف الناتو مارك روته: "نحقق تقدمًا في المفاوضات حول غزة، وسنعلن عن شيء قريبًا".
16 تموز/يوليو: "لدينا أنباء جيدة عن غزة"
قال ترامب مجددًا في مؤتمر صحافي بمناسبة توقيع أوامر رئاسية: "لدينا أنباء جيدة عن غزة، وأنباء جيدة عن عدة قضايا أخرى في الشرق الأوسط، نعمل عليها بأعلى المستويات".
الليلة: "سيُفرج قريبًا جدًا عن 10 أسرى من غزة"
خلال مأدبة عشاء مع مشرعين في البيت الأبيض، أعلن ترامب الليلة الماضية: "استعدنا معظم المختطفين، وسنحصل على 10 آخرين قريبًا جدًا، ونأمل أن ننهي هذا الملف بسرعة". وأشاد ترامب بجهود مبعوثه الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في هذا الملف.
عائلات الأسرى تتعامل مع كل تصريح من هذا النوع بترقّب شديد. وقالت عَيناف تسنجوكر، والدة الأسير متان تسنجوكر، خلال بيان عائلات الأسرى مساء اليوم في مركز بيغن: "خمسون عائلة لا تستطيع أن تلتقط أنفاسها، وكل عائلة تستحق أن تستعيد أبناءها".
من حين إلى آخر، كان نتنياهو نفسه يطلق تصريحات توحي بحدوث تقدم. أبرزها في 26 مايو، حين قال في مقابلة: "آمل أن نزف بشرى في موضوع الأسرى، إن لم يكن اليوم فغدًا".
تصريح جاء عقب تقارير تفيد بموافقة حماس على "مخطط ويتكوف"، لكن مصادر إسرائيلية وصفت الأمر بـ"مناورة إعلامية". وقالت: "يقصد أننا نعمل بجد – إنها مجرد صيغة تعبير".