تشهد شركة آبل تحوّلات غير معتادة في صفوفها القيادية، مع إعلان مغادرة أربعة مسؤولين كبار خلال أسبوع واحد فقط، في خطوة يرى فيها مراقبون دلالة على أزمة هوية داخل الشركة الأشهر عالميًا في مجال التكنولوجيا.
تغييرات في الصف القيادي
أعلنت آبل هذا الأسبوع عن مغادرة كل من ليزا جاكسون نائبة الرئيس لشؤون البيئة والسياسات والمبادرات الاجتماعية، وكيت آدامز المستشارة القانونية العامة، وألان داي نائب رئيس تصميم الواجهات، وجون جياناندريا نائب رئيس قسم الذكاء الاصطناعي. يُذكر أن داي انتقل إلى شركة "ميتا"، فيما ستتولى جينيفر نيوستيد، المستشارة القانونية في ميتا، منصب المستشارة العامة لآبل. كما عُين أمار سبرامانيا، نائب رئيس الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت سابقًا، نائبًا جديدًا للرئيس لشؤون الذكاء الاصطناعي في آبل.
تحديات متزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي
التغييرات تأتي وسط انتقادات متصاعدة بأن آبل تتأخر في اللحاق بركب الذكاء الاصطناعي، مقارنة بمنافسين مثل غوغل، سامسونغ، ميتا وأوبن آي آي. وقد تأجل تحديث كبير لمساعد "سيري"، كان من المفترض أن يقربه من تقنيات ChatGPT وGemini، إلى العام المقبل.
في المقابل، أعلنت الشركات المنافسة عن خطوات نوعية: ميتا طورت نظارات ذكية بالشراكة مع Ray-Ban، وغوغل وسامسونغ أطلقا خوذة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، بينما تواصل أوبن آي آي توسيع نطاق استخداماتها لتشمل التسوق وتصفح الإنترنت.
تقارير عن احتمال تنحي تيم كوك
تتزايد التكهنات بشأن نية تيم كوك التنحي عن منصبه كرئيس تنفيذي، مع وصف محللين لهذه الفترة بأنها "الأكثر تقلبًا" في تاريخ الشركة الحديث. وقال دان آيفز، مدير قسم أبحاث التكنولوجيا في Wedbush، إن غياب استراتيجية واضحة للذكاء الاصطناعي "سيُحدد إرث كوك"، مضيفًا أن "آبل تحتاج إلى تغيير قيادي جذري".
في المقابل.. الآيفون لا يزال قويًا
رغم التحديات، تواصل مبيعات آيفون 17 أداءها القوي، ويتوقع أن تتفوق آبل على سامسونغ في عدد الشحنات لأول مرة منذ 2011. كما تظل آبل من بين الشركات القليلة التي تخطت عتبة 4 تريليون دولار في قيمتها السوقية.
لكن محللين يرون أن هذه النجاحات لا تُغني عن ضرورة إجراء تغييرات عميقة. وقال روبرت سيغل، مستثمر ومحاضر في جامعة ستانفورد، إن إدخال وجوه جديدة قد يمنح الشركة "وجهة نظر مختلفة" في مرحلة التحوّل التي تعيشها صناعة التكنولوجيا.


