زار البابا ليو مسجد السلطان أحمد، المعروف بـ"المسجد الأزرق"، في إسطنبول يوم السبت، حيث خلع حذاءه احترامًا لتقاليد المكان الديني خلال أول زيارة له كزعيم للكنيسة الكاثوليكية إلى مسجد. ورافقه إمام المسجد ومفتي إسطنبول في جولة تعرّف خلالها على أرجاء المجمع الواسع الذي يتّسع لعشرة آلاف مصلٍّ.
وخلال الجولة التي استغرقت 20 دقيقة، ظهر البابا مبتسمًا وهو يسير بجوار المؤذن الرئيسي للمسجد، وتبادل معه أحاديث قصيرة، مكتفيًا بجولة تعريفية دون أداء صلاة. وبحسب بيان الفاتيكان، فقد قام البابا بالجولة «بروح من التأمل والإصغاء واحترام المكان وإيمان مرتاديه».
أول رحلة خارجية للبابا
ويزور البابا تركيا حتى يوم الأحد، في أول جولة خارجية له بعد توليه منصبه، وتشمل لبنان أيضًا. وتُتابَع الزيارة باهتمام كبير، كونها تشهد أول خطاباته الدولية، وتواصله المباشر مع الناس خارج الفاتيكان. ولم يكن ليو شخصية معروفة عالميًا قبل انتخابه في أيار/مايو.
وخلال خروج الوفد من المسجد، علّق البابا ضاحكًا على لافتة «ممنوع الخروج» عند أحد الأبواب، فيما ردّ المؤذن أسكين موسى تونجا: «يمكنك البقاء هنا».
المسجد الأزرق ومعالم إسطنبول
المسجد الذي يعود للقرن السابع عشر بُني في عهد السلطان أحمد الأول، ويشتهر ببلاطه الخزفي الأزرق الذي أكسبه اسمه. ويقع قبالة آيا صوفيا، لكن البابا ليو اختار عدم زيارتها، في خطوة تختلف عن زيارات بابوية سابقة، دون تعليق رسمي من الفاتيكان.
وتُعد آيا صوفيا أحد أبرز رموز الإرث المسيحي والبيزنطي قبل تحويلها إلى مسجد ثم متحف، قبل أن تعود مسجدًا بقرار من الرئيس رجب طيب أردوغان عام 2020.
موقف من الانقسامات والعنف الديني
وفي فعالية جمعت رجال دين من الشرق الأوسط يوم الجمعة، ندد البابا بالعنف على أساس ديني، ودعا إلى تجاوز انقسامات المسيحيين التي وصفها بأنها «فضيحة» في ظل وجود 2.6 مليار مسيحي حول العالم.


