"زرنا كل بيت فقد ابنًا وسمعنا صرخة الأهالي: كفى للقتل" | تفاصيل الصلح التاريخي في عكّا

عباس زكور: ما جرى من صلح أنهى حربا دامية استمرت لسنوات في عكّا نموذج يجب أن يُعمم، كفى سفكًا للدماء

2 عرض المعرض
صلح في عكا
صلح في عكا
صلح في عكا
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
شهدت مدينة عكّا أول أمس الجمعة حدثًا وُصف بالتاريخي، بعد أن تكللت جهود لجنة الإصلاح المحلية بالنجاح في جمع طرفي نزاع دموي استمر سنوات طويلة وأودى بحياة أكثر من عشرين شابًا من أبناء المدينة. هذا الإنجاز، الذي أضفى فرحة عامة على بيوت عكّا، جاء ثمرة سبعة أشهر من العمل الدؤوب والمتواصل.
عباس زكور: ما جرى من صلح في عكّا نموذج يجب أن يُعمم، كفى سفكًا للدماء
هذا النهار مع فراس خطيب وشيرين يونس
10:41
النزاع بين المجموعتين المتخاصمتين خلّف جراحًا عميقة في المجتمع المحلي في عكا، وألقى بظلاله على العائلات الثكلى التي فقدت أبناءها. ومع ذلك، تمكنت لجنة الإصلاح برئاسة الشيخ عباس زكور، وعضوية الشيخ محمد زهري وفوزي خالدي وحمادة محمدين، من شق الطريق نحو مصالحة شاملة.
2 عرض المعرض
الشيخ عباس زكور
الشيخ عباس زكور
الشيخ عباس زكور
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
يقول الشيخ عباس زكور في حديثه لراديو الناس: "الحمد لله رب العالمين أن هيأ لنا هذا الفرح الكبير. في وقت يشهد فيه مجتمعنا العربي تصاعدًا في العنف والجريمة، نجحت عكّا في وقف إطلاق النار منذ سبعة أشهر بفضل هدنة التزم بها الطرفان، وتُوّجت هذه الجهود بلقاء تاريخي أنهى سنوات من الدماء."

قرار شجاع ومصالحة مؤثرة

اللقاء الذي جمع الطرفين شهد إعلانًا صريحًا برفض استمرار القتال. وعن هذا الموقف قال الشيخ زكور: "في اللقاء الأخير، أعلن رؤساء المجموعات قرارًا شجاعًا: نعم للصلح، نعم للاتفاق، ولا لاستمرار سفك الدماء. هذا قرار ليس سهلًا، لكنه قرار تاريخي يعكس إرادة جماعية في إنهاء المأساة."
كما أشار إلى أن المصالحة لاقت ترحيبًا واسعًا من الأهالي. وقال في هذا السياق لراديو الناس: "أنا وزوجتي زرنا كل بيت فقد ابنًا لنأخذ مباركتهم على الصلح. كانت لقاءات مؤثرة جدًا، وسمعنا صرخات الأمهات والآباء تقول: كفى للقتل، كفى لسفك الدماء."

الإصلاح رسالة

الشيخ زكور شدد على أن الإصلاح عمل يحتاج إلى صدق وعزيمة: "الإصلاح فن وتعامل. وقفنا أمام عقبات كبيرة لكن بفضل النية الصادقة والإصرار والشعور الحقيقي بحاجة مجتمعنا للصلح، استطعنا أن نصل إلى هذه النتيجة." وأوضح أن أحد أسرار النجاح كان إشراك المجتمع. وأضاف "شاركنا البلد في كل خطوة. الآلاف تابعوا مراسم القسم والصلح، وهذا دليل على أن الناس تؤيد وتحب طريق السلم."

دعوة لتعميم التجربة

في ختام حديثه، عبّر زكور عن أمله في أن تنتقل تجربة عكّا إلى باقي المدن العربية. وقال في هذا السياق: "نحن نعيش حربًا داخلية اسمها الجريمة والعنف. أهم ما يجب أن نركز عليه اليوم هو إيقاف هذه الحرب. رسالتي أن لا مستحيل، وأنه يمكن تحويل حتى المجموعات المتخاصمة إلى شركاء في السلم إذا وجدوا من يثقون به."

دعم مؤسساتي وشراكات

ولفت الشيخ إلى تعاون لجنة الإصلاح مع "مركز القيشور" وجمعية "موزايكا" التي وفرت دعمًا لوجستيًا وماديًا لجهود الإصلاح، مؤكدًا أن مثل هذا الدعم يساهم في تعزيز مساعي المصالحة المجتمعية.