في خطوة وُصفت بأنها "إعادة تخيّل كاملة لمحرك البحث"، أطلق الرئيس التنفيذي لغوغل سوندار بيتشاي هذا الأسبوع "وضع الذكاء الاصطناعي" كأداة أساسية مدمجة في شريط البحث والتطبيقات، تتيح للمستخدمين الحصول على إجابات محادثية بدلاً من قائمة روابط. هذه المبادرة جاءت في مؤتمر غوغل السنوي للمطوّرين، بحضور مفاجئ لمؤسسها سيرجي برين، الذي شدّد على أن الذكاء الاصطناعي سيكون أكثر تحوّلاً من الإنترنت والهاتف المحمول.
تحوّل جذري في نموذج العمل
"وضع الذكاء الاصطناعي" مدعوم بنموذج "جيميني" المطوّر، ويُعد ردًا مباشرًا على تصاعد المنافسة من شات جي بي تي، الذي بات يهدد احتكار غوغل للبحث لأول مرة منذ جيل. لكن الشركة تواجه معضلة استراتيجية: كيف تدمج هذه التقنية الثورية دون أن تمس بعائدات الإعلانات التي شكّلت 198 مليار دولار من أرباحها؟
الإجابة الأولية كانت عبر إدخال اشتراكات مدفوعة لخدمات الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل "مارينر" و"فيو"، بأسعار تصل إلى 250 دولارًا شهريًا، إلى جانب إدماج إعلانات مستهدفة في نتائج الذكاء الاصطناعي.
تهديدات خارجية وأسئلة مفتوحة
رغم أن غوغل لا تزال تسيطر على 90% من عمليات البحث حول العالم، فإنها تواجه تهديدات حقيقية من شركات ناشئة مثل Perplexity التي تفاوض آبل لتكون محرك البحث الافتراضي في متصفحها "سفاري". كما تراقب الأسواق أي تراجع في التفاعل مع البحث التقليدي، وسط مخاوف من أن أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة قد تقضم من نموذج غوغل القديم.
طموحات تتجاوز البحث
ضمن استعراضها هذا الأسبوع، كشفت غوغل عن وكلاء ذكاء اصطناعي قادرين على تنفيذ مهام معقدة مثل حجز الرحلات وتجميع تقارير بحثية، وحتى الاستجابة لأوامر صوتية في الزمن الحقيقي عبر كاميرا الهاتف أو نظارات ذكية.
لكن برغم هذا الزخم، يبقى التحدي الأكبر هو ما إذا كانت هذه الأدوات الجديدة ستعمل كما ينبغي، في ظل أخطاء فادحة وقعت فيها الشركة في الماضي مثل توصية المستخدمين بأكل الصخور.