أعلن مساء السبت عن تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة في سورية، في خطوة وُصفت بأنها مفصلية بعد سنوات من سيطرة نظام بشار الأسد. وخلال مراسم الإعلان، ألقى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع كلمة شدد فيها على أن البلاد "تشهد ميلاد مرحلة جديدة"، داعياً إلى "التلاحم والوحدة" في مواجهة التحديات.
رؤية الشرع: إعادة بناء الدولة ومكافحة الفساد
قال الشرع إن تشكيل الحكومة الجديدة يعكس "إرادتنا المشتركة في بناء دولة جديدة"، مؤكداً أن الحكومة ستعمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة على أساس الشفافية والمساءلة، وفتح آفاق جديدة في مجالي التعليم والصحة. وأضاف أن خطته الحكومية ستركز على الحفاظ على الموارد البشرية، ومعالجة القضايا المعيشية، وتطوير البنى التحتية والخدمات الأساسية، ومواصلة "معالجة الوضع الأمني".
وتعهد الشرع بتقليص الضرائب، ودمج وزارات النفط والكهرباء في وزارة واحدة للطاقة، إلى جانب إصلاح النظام النقدي والسياسة الضريبية، وإنشاء وزارة خاصة بالرياضة والشباب، مؤكداً أن "بناء وطن قوي يتطلب تعاون الجميع".
خلفية الإعلان: مرحلة انتقالية دستورية لخمس سنوات
تشكيل الحكومة يأتي بعد إعلان دستوري صدر في دمشق عقب الإطاحة بالرئيس السابق، ينص على مرحلة انتقالية مدتها خمس سنوات، يتولى فيها الشرع السلطة التنفيذية. وكانت حكومة تصريف أعمال بقيادة محمد البشير قد أدارت البلاد مؤقتاً خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وشهدت مراسم الإعلان أداء الوزراء للقسم، تلاها كلمات مختصرة لكل منهم لتحديد المهام الأساسية. وفيما يلي أبرز ملامح التشكيلة الوزارية الجديدة بحسب ما نقلها موقع العربي الجديد:
الوزراء الجدد: مهام واضحة وسير ذاتية متنوعة
وزير الداخلية أنس خطاب أكد على بناء منظومة أمنية متكاملة وتطوير قاعدة بيانات وطنية، معتبراً أن "الأمن مسؤولية الجميع". أما وزير العدل مظهر الويس، فتعهد بترسيخ "دولة القانون" وتحقيق العدالة الانتقالية.
وزير الاقتصاد نضال شعار شدد على أولوية إعادة الإعمار وتوفير بيئة استثمارية شفافة. أما وزير الطوارئ والكوارث رائد الصالح، المدير السابق لمنظمة "الخوذ البيضاء"، فأوضح أن مهمته تتجاوز الاستجابة للكوارث إلى التخطيط للحد منها.
الطاقة والمال والتعليم: خطط طموحة لتطوير القطاعات الأساسية
وزير الطاقة محمد بشير تحدث عن مشاريع لإعادة تأهيل مصافي النفط ومحطات الكهرباء. وفي المجال المالي، أكد الوزير محمد يسر برنية أن أولويات وزارته تتمثل في تعزيز الشفافية، ومراجعة منظومة الأجور، وتوجيه الدعم لمستحقيه.
من جهتها، تحدثت وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات عن تطوير البيئة القانونية للمجتمع المدني، والاهتمام بالمغيبين قسراً، فيما أكد وزير التعليم العالي مروان الحلبي على أهمية إدخال التفكير النقدي وتحسين جودة التعليم.
الاتصالات والخارجية والدفاع: حضور لتقنيات جديدة وشبكات دولية
قال وزير الاتصالات عبد السلام هيكل إن وزارته ستعمل على تحويل سورية إلى "عقدة اتصالات إقليمية". أما وزير الخارجية أسعد الشيباني، فاعتبر أن "أعظم انتصار للشعب السوري هو في قدرته على بناء الوطن"، مشيراً إلى توجه وزارته لعلاقات دولية تقوم على الاحترام المتبادل.
وزير الدفاع مرهف أبو قصرة قال إن الحكومة الجديدة ملتزمة بـ"حماية البلاد واستعادة جيش يفتخر به السوريون".
الصحة والإدارة والزراعة: تركيز على الخدمات والموارد
وزير الصحة مصعب نزال العلي أشار إلى خطط لإعادة بناء النظام الصحي والمراكز الطبية. أما وزير الإدارة المحلية محمد انجراني، فشدد على مشاركة المجتمع المحلي في إعادة الإعمار، خصوصاً في المناطق المنكوبة.
وزير الزراعة أمجد بدر قال إن استغلال التنوع البيئي سيكون أداة لتعزيز الأمن الغذائي.
التربية والنقل والإعلام: إصلاحات في البنية التحتية والمعرفة
أكد وزير التربية محمد تركو على أهمية تحديث المناهج وتوزيع المؤسسات التعليمية بعدالة، بينما شدد وزير النقل يعرب بدر على تحسين الربط الإقليمي وتشجيع القطاع الخاص في النقل.
أما وزير الإعلام حمزة المصطفى، فرأى أن الذكاء الاصطناعي سيساهم في ضبط الإعلام دون المساس بحرية التعبير، مع إعادة تفعيل وكالة الأنباء الرسمية والمكاتب الإعلامية الحكومية.