مع انطلاق العام الدراسي الجديد غداً، يتأهب أكثر من نصف مليون طالب عربي للعودة إلى مقاعد الدراسة في مختلف البلدات والمدن، وسط أجواء وصفت بالمميزة، تشبه أجواء الأعياد لدى الأطفال والأهالي، لكن في ظل تحديات متزايدة على الصعيدين التربوي والاقتصادي، إلى جانب المخاطر التقنية التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة.
وبحسب المعطيات الرسمية، يبلغ مجمل عدد الطلاب الذين سيعودون لمقاعد الدراسة في البلاد 2 مليون ونصف المليون، بينهم نصف مليون طالبة وطالب عربي. أما الإسم الأكثر شيوعًا في المدارس العربية هو محمد للطلاب ومريم للطالبات. ويبلغ عدد المدارس في البلاد قرابة الـ 6 آلاف مدرسة، وعدد الروضات 21 ألف روضة.
2 عرض المعرض
من اليمين: زياد فيصل، أحمد عبد الخالق، أمين أبو جبل
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
مدارس جاهزة رغم التحديات
وأكد زياد فيصل، رئيس اللجنة القطرية لأولياء أمور الطلاب العرب، في حديثه لـ"راديو الناس"، أنّ المدارس العربية ستكون جاهزة غداً لاستقبال الطلاب دون عوائق تذكر. وقال: "بإذن الله سيكون يوم الغد يوماً مميزاً، أشبه بيوم عيد، خاصة للطلاب الجدد في الصف الأول".
زياد فيصل: مدارس جاهزة رغم التحديات
المنتصف مع فرات نصار
04:09
وأضاف فيصل أنّ وزارة التربية والتعليم والسلطات المحلية استكملت تجهيز المدارس، بعد متابعة ميدانية من الأهالي واللجان. لكنه أشار إلى استمرار بعض التحديات، لا سيما في منطقة النقب التي تعاني من نقص الغرف التدريسية ومشاكل في المواصلات، إلى جانب الحاجة إلى استبدال بعض المباني القديمة.
مخاطر التقنية على الطلاب
من جانبه، شدّد المختص في أمن المعلومات والسايبر، أمين أبو هيكل، على ضرورة حماية الطلاب من المخاطر المرتبطة باستخدام الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية. وقال: "بعد عطلة صيفية طويلة قضى خلالها الطلاب ساعات أمام الألعاب الإلكترونية، على الأهل تفعيل تطبيقات المراقبة لحماية أبنائهم من المحتويات غير الأخلاقية".
أمين أبو هيكل: تحديات كبيرة على الطلاب بكل ما يتعلق بأمن المعلومات
المنتصف مع فرات نصار
03:50
وأشار إلى أن التنمر الإلكتروني يشكّل تحدياً خطيراً، خاصة عبر منصات الألعاب مثل "روبلوكس"، إضافة إلى المخاطر الناجمة عن إساءة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تنتج صوراً مزيفة للطلاب. وأوضح أنّ "مواجهة هذه التحديات تبدأ من البيت، بالمتابعة والوعي والتوجيه".
عبء اقتصادي على الأهالي
أما أحمد عبد الخالق، صاحب مكتبة "الشعبية" في مدينة الناصرة، فقد سلّط الضوء على البعد الاقتصادي للعودة إلى المدارس. وقال: "الأوضاع الاقتصادية الصعبة جعلت من العودة إلى المدارس عبئاً كبيراً على العائلات. الكثير من الأهالي يكتفون بالأساسيات ويستغنون عن بعض المستلزمات."
أحمد عبد الخالق: افتتاح العام الدراسي شكل عبءا اقتصاديا على الأهالي
المنتصف مع فرات نصار
03:50
وأضاف أنّ الأسعار المرتفعة تزيد من المعاناة، خصوصاً مع غياب التسعيرة الرسمية للكتب من موقع وزارة المعارف منذ ثلاث سنوات، ما أوجد فوضى في السوق واستغلالاً للأهالي. وطالب الجهات المسؤولة بالتحرك الفوري لإعادة ضبط الأسعار.
تفاؤل ورسالة أمل
ورغم كل التحديات، ختم فيصل حديثه برسالة تفاؤل: "مجتمعنا قوي وصامد، وطلابنا سينجحون في جميع المجالات. نحن على يقين أنّ العام الدراسي الجديد سيكون ناجحاً ومثمراً".
First published: 16:54, 31.08.25