أكد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، أن اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في نوفمبر 2024 ينحصر تطبيقه في منطقة جنوب نهر الليطاني، مشدداً على أن "إسرائيل مطالَبة بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية وإطلاق سراح الأسرى"، مضيفاً أن "لا خطر يتهدد المستوطنات الشمالية" في الوقت الراهن.
"المقاومة أنهت الاحتلال لا المفاوضات"
وأوضح قاسم في كلمة ألقاها أن إسرائيل دخلت لبنان عام 1982 بحجة طرد الفصائل الفلسطينية، لكنها "بقيت محتلة حتى عام 2000، حين أجبرتها ضربات المقاومة وتضحيات الشهداء على الانسحاب من دون قيد أو شرط".
وأضاف: "قالوا لنا إن العين لا تقاوم مخرزاً، وقلنا إن الاحتلال يُقاوَم، فقام حزب الله على الجهاد ومواجهة العدو والوقوف إلى جانب فلسطين".
وأشار إلى أن قوة المجاهدين "تكمن في الإيمان والإرادة"، وأن "المقاومة هي التي فرضت معادلة الردع التي منعت إسرائيل من تنفيذ مشروعها التوسعي طوال أكثر من عقدين".
معركة "أولي البأس" وتوازن الردع
وتطرّق قاسم إلى الحرب الأخيرة بين "حزب الله" وإسرائيل عام 2024، التي أطلق عليها الحزب اسم "أولي البأس"، قائلاً إن المقاومة "قدّمت تضحيات كبيرة ومنعت إسرائيل من تحقيق أهدافها"، مؤكداً أن "الصمود الأسطوري للمجاهدين أوقف تقدم نحو 75 ألف جندي إسرائيلي لم يتمكنوا من التوغل سوى مئات الأمتار".
وأشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم في 27 نوفمبر 2024 نصّ على انسحاب العدو من جنوب الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في المنطقة، معتبراً أن هذا "ثمن مقبول لأن الجيش هو من أبناء الوطن".
انتقادات للحكومة وتنديد بالخروقات
وانتقد قاسم تعامل الحكومة اللبنانية مع الاتفاق، قائلاً إن "البيان الوزاري ركّز على نزع سلاح المقاومة، فيما المطلوب وضع خطة زمنية لاستعادة السيادة الوطنية"، مؤكداً أن "الحكومة لم ترَ من الاتفاق إلا بند السلاح، وتغاضت عن الخروقات الإسرائيلية المتواصلة".
وأشار إلى أن المتحدث باسم قوات "اليونيفيل" أعلن أن إسرائيل نفذت أكثر من 7,000 خرق و2,400 نشاط شمال الخط الأزرق، في حين لم يُسجل أي خرق من جانب حزب الله. وأضاف: "بدلاً من إدانة هذه الانتهاكات، يخرج البعض ليتهم المقاومة".
اتهامات لواشنطن وتأكيد على ثوابت الحزب
واتهم قاسم الولايات المتحدة وإسرائيل بـ"التدخل في مستقبل لبنان"، قائلاً إنهما "تسعيان لإنهاء قدرة المقاومة وتسليح الجيش لمواجهتها لا لمواجهة العدو". واعتبر أن ما يطلبه المبعوث الأمريكي توم براك "يهدف إلى تحويل الجيش أداة ضد شعبه المقاوم"، مؤكداً أن "هذا التدخل مرفوض".
وجدد تأكيده أن "اتفاق وقف إطلاق النار لا يُستبدل باتفاق جديد"، وأن على إسرائيل "تنفيذه بالكامل قبل أي نقاش داخلي حول مستقبل لبنان وسيادته"، مشدداً على أن "استمرار العدوان لن يُسمح به، فلكل شيء حدّ".
المقاومة "مجتمع حي" لا يُهزم
وأكد قاسم أن "مجتمع المقاومة يحمي الدولة من الضغوط الخارجية"، داعياً للاستفادة من هذه القوة. وأضاف: "نحن أبناء الحسين، أبناء الأرض الصامدون، دماء شهدائنا تدفعنا إلى الأمام، ولن نتخلى عن سلاحنا الذي يمكّننا من الدفاع عن أرضنا وكرامتنا".
وختم قائلاً: "لييأس الأمريكيون والإسرائيليون، فنحن لا نُهزم، منصورون بالنصر أو بالشهادة، وهذا زمن الصمود وصناعة المستقبل".
تصاعد التوتر وتلويح إسرائيلي بالحرب
تأتي تصريحات قاسم في ظل تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، بعد تقارير نشرتها صحيفة "معاريف" العبرية تحدثت عن أن "الحرب المقبلة مع لبنان أقرب من أي وقت مضى"، وأن الجيش الإسرائيلي يشتبه بأن "حزب الله" يخطط لشن هجوم ضد قواته.
وفي المقابل، أكد "حزب الله" التزامه الكامل باتفاق وقف إطلاق النار، مطالباً الحكومة اللبنانية والجهات الدولية الضامنة بالضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها المتكررة، مشدداً على أن الحفاظ على قوة لبنان ووحدته الوطنية "ضرورة لا خياراً".


