"جسر الزرقاء – شهادات في مواجهة الروايات" للكاتب سمير أبو الهيجاء

الكاتب سمير أبو الهيجاء: الكتاب نتاج ثمرة سنوات من العمل الدؤوب في جمع الروايات والأقوال من أهالي القرية

1 عرض المعرض
غلاف كتاب "جسر الزرقاء – شهادات في مواجهة الروايات"
غلاف كتاب "جسر الزرقاء – شهادات في مواجهة الروايات"
غلاف كتاب "جسر الزرقاء – شهادات في مواجهة الروايات"
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
صدر مؤخرًا عن الباحثين سمير أبو الهيجاء وسامي العلي كتاب جديد بعنوان "جسر الزرقاء – شهادات في مواجهة الروايات"، يوثّق عبر شهادات حيّة الذاكرة الجماعية لأهالي قرية جسر الزرقاء وتجاربهم الإنسانية في مواجهة التحديات التاريخية والاجتماعية التي مرّت بها القرية.
الكاتب سمير أبو الهيجاء: الكتاب ثمرة سنوات من العمل الدؤوب
غرفة الأخبار مع محمد أبو العز محاميد
08:50
وفي مقابلة مع راديو الناس، أوضح الكاتب سمير أبو الهيجاء أنّ هذا الإصدار جاء ثمرة ثلاث سنوات من العمل الدؤوب في جمع الروايات والأقوال من أهالي القرية، بعضهم رحل عن الحياة، لتبقى شهاداتهم محفوظة للأجيال القادمة. وقال: "الكتاب ليس مجرد توثيق تاريخي، بل هو أرشفة للحياة اليومية، لانتقال الأهالي بين مناطق مختلفة بعد النكبة، من الطنطورة إلى الفرديس ثم الكبارة، وصولًا إلى التلة التي يقيمون عليها اليوم بعد مشروع تجفيف المستنقعات".
وأشار أبو الهيجاء إلى أنّ دوافعه لإنجاز هذا العمل انطلقت من تجربته كصحافي غطّى أخبار جسر الزرقاء على مدار 18 عامًا، حيث لمس عن قرب بساطة أهلها وطيبتهم، مقابل معاناتهم من التهميش والإهمال. وأضاف: "رأيت أنّ هذه البلدة، رغم كونها الوحيدة المطلة على البحر المتوسط بين القرى العربية، عانت من سياسات التهميش والإقصاء، فقررت أن أجمع شهاداتها قبل أن يطويها النسيان".

جدار فصل بين جسر الزرقاء وقيساريا

وتوقف أبو الهيجاء عند أبرز مظاهر هذا التهميش، ومنها إقامة جدار فاصل عام 2005 بين جسر الزرقاء ومدينة قيساريا الثرية، بارتفاع خمسة أمتار، لمنع تواصل الأهالي مع محيطهم. وقال: "هذا الجدار لم يكن فقط جدارًا ماديًا، بل جدارًا عنصريًا يعكس الفجوة بين أغنى بلدة يهودية وأفقر بلدة عربية". كما أشار إلى السياسات التي قيّدت حياة الصيادين المحليين، إذ يُمنعون من صيد أنواع معينة من الأسماك أو في مواسم محددة، مما يضعهم بين مطرقة الحاجة وسندان الغرامات الباهظة.
وعلى الصعيد الإنساني، كشف الكاتب أنّ أكثر ما أثّر فيه أثناء جمع الشهادات هو قصص النساء، قائلاً: "إحدى السيدات روت لي أنها أنجبت 17 مرة، ثلاثة فقط منهن بوجود طبيب، بينما أنجبت باقي أطفالها في الحقول أو الساحات دون أي رعاية صحية. بل إن أحد أطفالها فقد حياته بسبب خطأ في علاج بسيط لالتهاب في الحلق".
وختم أبو الهيجاء حديثه بالتأكيد على أهمية التوثيق الشفوي في زمن طمس الأماكن وتفكيك الهويات، قائلاً: "هذا الكتاب ليس مجرد شهادات، بل هو دفاع عن الذاكرة الفلسطينية المحلية، وإسهام في حماية روايتنا من التلاشي".
ويضم الكتاب شهادات وصورًا ومواد أرشيفية تعكس صمود أهالي جسر الزرقاء في وجه سياسات التهميش، ويكشف في الوقت ذاته الجانب الإنساني العميق لتجربتهم. ودعا المؤلف القرّاء إلى الاطلاع عليه، مشيرًا إلى أنّه "يحمل قصصًا داخلية مثيرة ولافتة للاهتمام، تكشف الكثير مما لم يُكتب بعد عن هذه القرية"، خاتمًا بالقول: "أهالي جسر الزرقاء تُركوا في هذا المكان بعد النكبة فقط لخدمة المستوطنين في البيارات والمزارع، وهذه الحقيقة يجب أن تُروى للأجيال".