أعلنت جامعة كولومبيا في نيويورك، إحدى أبرز المؤسسات الأكاديمية في الولايات المتحدة، عن موافقتها على شروط إدارة ترامب لإعادة تمويلها الفدرالي، والذي قُدّر بـ400 مليون دولار، بعد أن كانت قد حُرمت منه بدعوى "فشلها في مواجهة معاداة السامية في الحرم الجامعي".
قيود أمنية ومراقبة أكاديمية
وفقاً لبيان داخلي أرسلته الجامعة، تقرر منع ارتداء الأقنعة خلال الاحتجاجات الطلابية، وتفويض 36 عنصراً من "شرطة الحرم الجامعي" بصلاحيات اعتقال. كما تقرر سحب إدارة برامج دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا والدراسات الفلسطينية من أقسامها الأكاديمية التقليدية، وتعيين مشرف خارجي يراقب المضامين الدراسية لضمان ما وصفته بـ"التوازن الفكري". القرار أثار قلقاً واسعاً في الأوساط الأكاديمية داخل وخارج الولايات المتحدة، واعتبره كثيرون سابقة في تدخل الحكومة بشؤون الجامعات.
ضوابط على الاحتجاجات وتعريف جديد لمعاداة السامية
كجزء من الاتفاق، تلتزم كولومبيا بتقييد التظاهرات المؤيدة لفلسطين، وإجبار المشاركين فيها على الكشف عن هوياتهم. كذلك ستقوم بمراجعة آليات القبول لديها، في محاولة لإثبات "عدم وجود تمييز عنصري". الجامعة حذّرت من أن أي احتجاج داخل المباني الأكاديمية سيُعتبر خرقاً للنظام الداخلي ويُعاقب عليه بالطرد أو الإيقاف.
وستتبنى كولومبيا تعريفاً جديداً لمعاداة السامية، يُدرج نقد إسرائيل ضمن أشكالها، وستمتنع عن تبنّي مواقف سياسية رسمية. كما أعلنت عن إطلاق برنامج تعليمي "للحوار المحترم" في المدارس الأميركية، وتوسيع نشاطها الأكاديمي في تل أبيب.
ترامب يضغط وكولومبيا تذعن
قرار الجامعة جاء بعد حملة ضغوط مكثفة من إدارة ترامب، التي أعلنت مطلع الشهر عن سحب التمويل بسبب "فشل الجامعة في حماية الطلاب اليهود". ونُقل عن مسؤول رفيع بالجامعة لوول ستريت جورنال أنها درست التوجّه للقضاء للطعن في القرار، لكنها تراجعت عن ذلك بسبب الحاجة الماسة للدعم الفدرالي.
وكانت كولومبيا قد أوقفت في وقت سابق طلاباً احتلوا مباني جامعية خلال احتجاجات مؤيدة لفلسطين، في خطوة اعتُبرت استجابة مباشرة لأحد شروط الحكومة.