بعد إعلان حماس مساء أمس (الأربعاء) عن موافقتها على الدخول في مفاوضات حول صفقة شاملة، خرج المبعوث الأمريكي-الفلسطيني بشارة بحبح بتصريحات لافتة في مقابلة مع قناة العربية، كاشفًا ما دار خلف الكواليس قبل هذه الخطوة.
تغريدة ترامب قلبت الموازين
بحبح أوضح أن اجتماعًا استمر نحو ست ساعات في واشنطن وضع على الطاولة مقترحًا واحدًا ونهائيًا: تحرير جميع المختطفين الإسرائيليين مقابل وقف الحرب. وأضاف:"عندما رأت حماس تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واقتنعت بأنها رسمية، جاء الرد سريعًا: نحن نوافق على هذه الصفقة ونريد اتفاقًا شاملاً. فلننهي الأمر، نسلّم جميع المختطفين، ونحصل في المقابل على عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وبالتزامن تُوقف الحرب".
المبعوث شدد على أن حماس باتت أكثر ثباتًا مقارنة بالأسابيع الماضية، وقال:"هناك مؤشرات إيجابية لإيجاد حل. إذا كان الرئيس الأمريكي حازمًا، يمكن إنهاء هذا الملف بشكل حاد ونهائي".
مقترحات لجدول زمني واضح
بحبح طرح رؤية عملية لتنفيذ الاتفاق، قائلاً:"يجب وضع جدول زمني واضح: في يوم معين يتم تبادل الأسرى، يُعلن وقف الحرب، وبعد أسبوع تنسحب إسرائيل من نصف قطاع غزة، وفي الأسبوع التالي تنسحب كليًا".
وأكد أن الفرصة الحالية لا ينبغي تفويتها:"يجب طرق الحديد وهو ساخن. إذا وُجد عرض جدي كما هو مطروح الآن، يجب استغلاله لإنهاء الحرب".
موقفه من الحياد وردّه على المبعوث الأمريكي
حول انتقاد البعض لانحيازه، قال بحبح:"الحياد مهم، لكنه ليس الأهم. هدفي الوحيد هو إنهاء الحرب في غزة، وإذا أُغلقت طريق، سأفتح أخرى".
وكشف أنه نقل إلى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قبول حماس بالمقترح، واصفًا رده بأنه "إيجابي" وأنه دعا إلى استكمال العملية سريعًا.
ردود إسرائيلية: "لا جديد – مجرد مناورة"
في إسرائيل، قوبل إعلان حماس بتشكيك ورفض. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صرح:"للأسف، هذا مجرد مناورة آخرى من حماس لا تحمل أي جديد. الحرب يمكن أن تنتهي فورًا فقط وفق الشروط التي حدّدها الكابنيت، والتي تضمن منع حماس من إعادة التسلح وتكرار أحداث السابع من أكتوبر".
وزير الأمن كاتس شدد بدوره:"حماس تواصل خداع العيون بكلمات فارغة، لكنها ستفهم قريبًا أن أمامها خيارين فقط: قبول شروط إسرائيل التي تفرض تحرير جميع الرهائن ونزع السلاح، أو أن يتحول القطاع كله إلى رَفَح وبيت حانون جديدة. الجيش مستعد بكامل قوته".