"لحظات فاصلة بين الحياة والموت": د. محمد يحيى يكشف تفاصيل إنقاذ شاب من التهاب نادر بالعمود الفقري

الطبيب محمد يحيى: أدركنا أننا أمام حالة طارئة تهدد حياة المصاب مباشرة واكتشفنا حالة إصابة نادة بالعالم

1 عرض المعرض
مستشفى هعيمك العفولة - صورة عامة
مستشفى هعيمك العفولة - صورة عامة
مستشفى هعيمك العفولة - صورة عامة
(flash90)
في حالة طبية نادرة، نجح فريق من الأطباء في مستشفى "هعيمك" بمدينة العفولة في إنقاذ حياة شاب في بداية الثلاثينيات من عمره، بعد أن أصيب بالتهاب خطير في العمود الفقري كاد أن يودي بحياته.
الطبيب محمد يحيى: أدركنا أننا أمام حالة طارئة تهدد حياة المصاب مباشرة واكتشفنا حالة إصابة نادة بالعالم
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
07:28
الدكتور محمد يحيى، جرّاح العظام والأخصائي والاستشاري في جراحة العمود الفقري بالمستشفى، أوضح في مقابلة مع "راديو الناس" أن الشاب وصل إلى قسم الطوارئ "بعد خمسة أيام فقط من قدومه إلى البلاد كعامل أجنبي من تايلاند، وهو يعاني من حرارة مرتفعة جداً وآلام شديدة في الظهر". وأضاف: "خلال ساعات قليلة بدأ الضعف يتفاقم في قدميه، حتى لم يعد قادراً على الحركة أو الاستلقاء بشكل طبيعي، ما جعلنا ندرك أننا أمام حالة طارئة تهدد حياته مباشرة".

حالة نادرة عالمياً

الطبيب محمد يحيى ينقذ مصابا بمرض نادر تسبب بالتهاب حاد في العمود الفقريالطبيب محمد يحيى ينقذ مصابا بمرض نادر تسبب بالتهاب حاد في العمود الفقريفلاش 90 + وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007)
أظهرت الفحوصات الأولية علامات التهاب قوية في الدم، إلى جانب إصابة المريض بمرض السكري الذي لم يكن يعلم به مسبقاً. وبيّن الدكتور يحيى: "هذه العوامل أدت إلى زيادة خطورة حالته. وعندما أجرينا فحص الـ MRI اكتشفنا وجود جرثومة نادرة للغاية أدت إلى تراكم غازات في القناة العصبية وضغط على النخاع الشوكي. وفقاً للأبحاث، لم يُسجل في العالم سوى خمسين حالة مشابهة فقط، نصفهم توفوا، بينما نجا خمسة وعشرون شخصاً فقط".
وأكد: "في مسيرتي الطبية لم أصادف مثل هذه الحالة من قبل، فهي تُعتبر من أندر الإصابات عالمياً".

تدخل جراحي معقد

بسبب خطورة الوضع، اتخذ الطاقم الطبي قراراً عاجلاً بإجراء عملية جراحية طارئة خلال ساعات الليل. وقال الدكتور يحيى: "اضطررنا إلى فتح العمود الفقري في موضعين لإزالة الضغط عن الحبل الشوكي وتنظيف مكان الالتهاب. العملية كانت معقدة للغاية، خاصة أن الجرثومة تسببت بتآكل في العظام وحدوث كسور إضافية، ما استدعى معالجة تلك الكسور إلى جانب الالتهاب".
وأشار إلى أن المريض سيحتاج لاحقاً إلى عملية جراحية ثانية وعلاج بمضادات حيوية خاصة، نظراً لمقاومة الجرثومة للأدوية التقليدية.

مصدر العدوى غير مؤكد

وعن مصدر الجرثومة، أوضح الدكتور يحيى: "من المحتمل أن يكون المريض قد حملها معه من تايلاند قبل وصوله إلى البلاد، لكننا لم نتمكن من تحديد السبب بشكل قاطع. تعاملنا معه لشهرين كاملين في المستشفى حتى استعاد جزءاً كبيراً من عافيته، واليوم غادر إلى متابعة العلاج التأهيلي خارج المستشفى، ولم تعد حياته في خطر".
وطمأن الدكتور يحيى الجمهور بأنه لا يوجد خطر عدوى من هذه الحالة، قائلاً: "الجرثومة لا تنتقل من شخص لآخر، وبالتالي لم يكن هناك أي خطر على محيط المريض أو على الطاقم الطبي".
وفي ختام حديثه، شدد الدكتور يحيى على أهمية الجهود الجماعية، قائلاً: "ما تحقق كان بفضل عمل مشترك ضمّ الأطباء والممرضين وطاقم العمليات وكل من رافق المريض خلال شهرين كاملين. هذه النتيجة تعكس مستوى مهنياً عالياً في قدراتنا الطبية داخل البلاد".