تسبب المنخفض الجوي الذي ضرب قطاع غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية في كارثة إنسانية جديدة، حيث غمرت الأمطار عشرات الآلاف من الخيام التي تؤوي نازحين فلسطينيين فقدوا منازلهم جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عامين.
وقال جهاز الدفاع المدني في غزة، اليوم (الأحد)، إن "آلاف الخيام تضررت بشكل مباشر بفعل الأمطار الغزيرة والرياح القوية التي ترافقت مع كتلة هوائية باردة"، مشيراً إلى أن الأضرار طالت بشكل رئيسي منطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وأشار الجهاز إلى أن غالبية المتضررين هم من النساء والأطفال، وأن السيول تسببت في تشريد سكان الخيام، مما اضطرهم للفرار إلى مبانٍ مدمرة تفتقر إلى أبسط مقومات السلامة.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن "المنخفض الحالي بسيط مقارنة بمنخفضات قطبية ضربت المنطقة سابقاً، إلا أن حجم الدمار الذي خلفته الحرب جعل الوضع كارثياً". وأضاف: "إذا شهدت المنطقة منخفضاً قطبياً كبيراً، فإننا قد نواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة".
وبحسب تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، يبلغ عدد النازحين حالياً نحو 1.5 مليون فلسطيني، يعيش معظمهم في خيام تالفة، في ظل رفض إسرائيل إدخال أي بدائل للإيواء رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ووفقاً للمكتب، فإن نحو 93% من هذه الخيام لم تعد صالحة للسكن.
وحذر الدفاع المدني مجدداً من خطر انهيار المباني المدمرة بسبب سوء الأحوال الجوية، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لتوفير الحماية والإغاثة للمدنيين في غزة، في ظل ما وصفه بـ"الصمت الدولي المروع" تجاه معاناة السكان المحاصرين.



