في ظل الحرب الدائرة مع إيران، تتصاعد الانتقادات للإجراءات الأمنية الإسرائيلية التي طالت مؤخراً الصحافيين العرب بشكل خاص، وسط توثيق 17 حالة انتهاك بحق صحافيين عرب منذ بداية التصعيد، وفقًا لمركز "إعلام".
تضييق ممنهج وتوجيه للخطاب الإعلامي
قال المحامي والمختص القانوني، علاء محاجنة، في حديث مع راديو الناس، إن الدولة تنتهج منذ السابع من أكتوبر سياسة ممنهجة لتضييق حرية التعبير، لافتًا إلى أن الرقابة باتت تركز على الصحافيين العرب تحديدًا. وأضاف: "ما نشهده الآن هو تضييق واضح على حرية الصحافة، الهدف منه منع المعلومات من الوصول للجمهور، وتوجيه الإعلام نحو رواية واحدة ذات طابع أيديولوجي".
محاجنة: الشرطة تُصعّد تضييقها على الصحافة العربية بذريعة أمنية
أمير الخطيب
09:18
وأوضح محاجنة أن التعليمات العسكرية الجديدة بشأن حظر نشر صور أو معلومات عن مواقع سقوط الصواريخ، تُستخدم كأداة لتكميم الصحافة العربية ومحطات البث التي تنقل الأحداث الميدانية. وتابع: "هذا جزء من محاولة فرض سيطرة كاملة على الخطاب الإعلامي".
ازدواجية المعايير ومصادرة المعدات
وأشار المحامي محاجنة إلى وجود تمييز صارخ في تطبيق التعليمات، مستندًا إلى شهادات تفيد بأن الصحافيين اليهود والأجانب لم يتعرضوا لمضايقات رغم تواجدهم في نفس أماكن التصوير، بعكس زملائهم العرب. كما أكد أن السلطات صادرت معدات الصحافيين العرب حتى بعد الإفراج عنهم، بحجة فحصها، دون إغلاق الملفات نهائيًا.
وقال: "نحن نتحدث عن تعامل مزدوج المعايير، حيث تُطبّق القوانين والتضييقات عندما يتعلق الأمر بالمجتمع العربي والإعلام العربي فقط، فيما يُسمح للإعلام الإسرائيلي بالعمل بحرية".
أبعاد سياسية وخطورة ما بعد الحرب
واعتبر محاجنة أن الشرطة أصبحت أداة في يد وزير الأمن القومي بن غفير، وليست جهة مهنية، مشيرًا إلى أن التضييق الحالي لا يهدف إلى حماية معلومات عسكرية، بل إلى إعادة رسم حدود حرية التعبير والصحافة بما يتماشى مع أجندة سياسية واضحة.
وأضاف: "نحن نعيش في زمن لا يمكن حصر المعلومات فيه، ولكن هذه الإجراءات تؤكد وجود أهداف سياسية خفية. ما يقلقنا أكثر هو ما سيحدث بعد الحرب، إذا استُخدمت هذه المرحلة لتكريس واقع جديد يتم فيه تقليص ما تبقى من الحقوق المشروطة".
ودعا الصحافيين والجمهور إلى الحذر في التعبير عن آرائهم، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال العمل الصحفي، مضيفًا: "المؤسسة تتعامل مع هذه القضايا بجدية مفرطة، وتبحث عن ذريعة لرسم خطوط جديدة تقيد حرية التعبير والصحافة".
تباهٍ حكومي بملاحقة الصحافيين
وفي سياق متصل، أعلن وزير الاتصالات شلومو كرعي صباح اليوم: "نُشرت قوات الشرطة بالتعاون الكامل مع الوزير بن غفير وشرطة إسرائيل لعدة مواقع بثّت مواقع سقوط الصواريخ، والتي نقلت، من بين جهات أخرى، عبر بث قناة الجزيرة بشكل غير قانوني". وأضاف: "القوات عملت على وقف البث، لا تسامح مع من يساعد العدو ويمس بأمن إسرائيل".
First published: 16:13, 19.06.25