للمرة الأولى | الجيش الإسرائيلي يصدر أمر إخلاء شامل لسكان مدينة غزة

هذا التطور يُعدّ الأكبر منذ بداية العمليات العسكرية في القطاع، حيث يشير إلى انتقال الجيش من عمليات تطويق وضربات محدودة داخل غزة إلى مرحلة أكثر شمولية قد تتضمن السيطرة المباشرة على مركز المدينة

1 عرض المعرض
إخلاء مدينة غزة
إخلاء مدينة غزة
إخلاء مدينة غزة
(الجيش)
أصدر الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، أمرًا عسكريًا يقضي بإخلاء جميع أحياء مدينة غزة بشكل فوري، في خطوة غير مسبوقة منذ بدء الاستعدادات لعملية برية تهدف إلى السيطرة على المدينة. ويشمل الأمر كامل المدينة، من أحيائها القديمة وتفاح شرقًا وحتى شاطئ البحر غربًا. وفي البيان الذي وُزع على السكان، جاء: "الجيش مصمم على حسم حماس وسيعمل في منطقة مدينة غزة بقوة كبيرة، كما عمل في مختلف أنحاء القطاع. من أجل سلامتكم، أخلوا فورًا عبر محور الرشيد باتجاه المنطقة الإنسانية في المواصي. البقاء في المنطقة خطير جدًا."
أبعاد عسكرية هذا التطور يُعدّ الأكبر منذ بداية العمليات العسكرية في القطاع، حيث يشير إلى انتقال الجيش من عمليات تطويق وضربات محدودة داخل غزة إلى مرحلة أكثر شمولية قد تتضمن السيطرة المباشرة على مركز المدينة. مراقبون اعتبروا أنّ إصدار أمر إخلاء بهذا الحجم يعكس نية إسرائيلية لإطلاق عملية اجتياح واسعة النطاق، وسط تكثيف الغارات الجوية والقصف المدفعي على أحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
تداعيات إنسانية مدينة غزة تُعد الأكثر اكتظاظًا بالسكان في القطاع، ويقطنها مئات الآلاف من المدنيين. دعوة الجيش إلى إخلائها تثير مخاوف جدية من تفاقم الأزمة الإنسانية، خاصة أنّ المنطقة التي حددها الجيش كـ"منطقة إنسانية" في المواصي، جنوب غرب القطاع، تعاني أصلًا من ضعف البنى التحتية والقدرة الاستيعابية المحدودة للنازحين الذين توافدوا إليها منذ الأشهر الأولى للحرب. منظمات الإغاثة الدولية حذرت مرارًا من أنّ أي عملية نزوح جماعية بهذا الحجم قد تؤدي إلى كارثة إنسانية يصعب السيطرة عليها.
ردود الفعل على الصعيد الفلسطيني، يتوقع أن تواجه أوامر الجيش رفضًا من فصائل المقاومة التي تعتبرها محاولة لفرض تهجير قسري جديد على السكان. سياسيون فلسطينيون وصفوا أوامر الإخلاء السابقة بأنها "جرائم حرب" كونها تستهدف مدنيين محميين بموجب القانون الدولي. أما دوليًا، فمن المرجح أن يثير الإعلان انتقادات واسعة في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب تحذيرات أميركية وأممية متكررة من مغبة أي عمليات عسكرية واسعة قد تعرّض حياة المدنيين للخطر. إصدار أمر إخلاء شامل لمدينة غزة يمثل تصعيدًا غير مسبوق في مسار الحرب، ويضع المجتمع الدولي أمام تحدٍ جديد في مساعي وقف القتال وتجنب انهيار إنساني واسع النطاق. وبينما يواصل الجيش الإسرائيلي التأكيد على عزمه "حسم حماس"، يبقى مصير مئات آلاف السكان العالقين بين القصف والتهجير غير واضح.