طبقة الأوزون، هل تعافت؟

دراسة جديدة تكشف تعافي طبقة الأوزون لكنّ التحديات المتعلقة بالبديل المطروح تثير جدلا وتساؤلات عديدة 

راديو الناس|
في يوم من الأيام، لم يكن هناك شيء أكثر رعبًا من ثقب الأوزون. كانت النشرات الإخبارية تتحدّث عنه يوميًا، وحذّرتنا المدارس من استخدام بخاخات الشعر ومكيّفات الهواء القديمة؛ بل انّ عبوات "سبراي" كانت تصوّر على انّها العدوّ الأول للكوكب.
قيل لنا انّ الأرض ستتحول إلى كرة مشعّة إذا لم نتوقّف عن استخدامها، لأنها تحتوي على مواد كيميائية تُعرف باسم مركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs)، وهي غازات كانت تُستخدم في أجهزة التبريد مثل الثلاجات والمكيفات، وأيضًا في بخاخات الشعر ومعطرات الجوّ والمبيدات الحشرية؛ وتؤدي إلى تآكل طبقة الأوزون عند انبعاثها في الغلاف الجوي.
ثمّ، وبشكل مفاجئ، اختفى الحديث عن الأوزون من الأخبار. فهل تعافت الطبقة؟ هل تمكّننا فعلًا من إنقاذ الكوكب؟ ام انّ المشكلة كانت أصغر ممّا صوّرها لنا الإعلام؟
دراسة جديدة تكشف تعافي طبقة الأوزون
وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مارس 2025 من قبل مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا، سُجِّل أعلى مستوى لسمك طبقة الأوزون فوق القطب الشمالي منذ عام 1980، بزيادة بلغت 14.5% مقارنةً بالمستويات المسجلة في العقود الأخيرة. ماذا تعني هذه النتيجة؟ ببساطة، طبقة الأوزون في طريقها للتعافي الكامل، ومن المتوقع أن تعود الى مستويات ما قبل عام 1980 بحلول عام 2045.
كيف حصل هذا التعافي؟ – بروتوكول مونتريال
في عام 1985، اكتشف العلماء فجوة ضخمة في طبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي، أثارت ذعر دول العالم التي اتّحدت بشكلٍ غير مسبوق ووقّعت على بروتوكول مونتريال عام 1987؛ من خلاله تمّ فرض قيود صارمة على إنتاج واستخدام تلك المركبات.
يُعتبر بروتوكول مونتريال مثالًا نادرًا على التعاون الدّولي الناجح، إذ انخفضت نسبة هذه المركبات في الغلاف الجوّي بشكل كبير، ممّا سمح لطبقة الأوزون بالبدء في التعافي.
هل انتهت المشكلة تمامًا؟
رغم الأخبار السعيدة، لا تزال هناك تحدّيات قد تعيق هذا التحسّن. فالمركبات البديلة التي استُخدمت بدلاً من CFCs، مثل الهيدروفلوروكربونات (HFCs)، قد لا تضرّ الأوزون، لكنّها تُساهم في الاحتباس الحراري. هذا بالإضافة إلى التسريبات غير القانونية لمركب CFC-11 من بعض المصانع في الصين، والتي كشفتها دراسات في السنوات الأخيرة.
امّا التهديد الأكبر فهو غير متوقّع: بعض تقنيات الهندسة الجيولوجية المقترحة للحدّ من الاحتباس الحراري، قد تؤثر على كيمياء الغلاف الجوي بطرق غير محسوبة – ما قد يُعيد مشكلة الأوزون إلى الواجهة. فهل يُمكننا تحقيق التوازن بين حماية المناخ وإنقاذ الأوزون؟
First published: 11:04, 09.03.25