حماس: وفدنا في القاهرة يبدأ محادثات حول سبل وقف الحرب على القطاع وإدخال المساعدات وإنهاء المعاناة في غزة

محادثات التوصل لصفقة التبادل تعود مجددا إلى الواجهة مع كسر الجمود في التحركات الإقليمية في محاولة للتوصل الى اتفاق شامل

1 عرض المعرض
غزة
غزة
غزة
(Flash90)
أعلن طاهر النونو، القيادي في حركة حماس، أن وفد الحركة بدأ اليوم محادثات تمهيدية في العاصمة المصرية القاهرة. وأوضح أن اللقاءات ستتركز على بحث سبل وقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية، إضافة إلى مناقشة العلاقات الفلسطينية الداخلية بهدف الوصول إلى توافقات وطنية.
وأشار النونو إلى أن المباحثات ستشمل أيضًا العلاقات الثنائية مع مصر وسبل تطويرها، مؤكدًا أن هذه العلاقات "ثابتة وقوية"، وأن العمل المشترك بين الجانبين "لم يتوقف".
وفي سياق متصل، نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة أن وصول وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة يشير إلى أن المحادثات هناك ستتناول صفقة شاملة تنهي الحرب وتؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن.
وأضاف الموقع أن الوفد الإسرائيلي يعتزم لقاء مسؤولين قطريين في إطار الجهود الرامية لاستئناف مفاوضات صفقة التبادل، مشيرًا إلى أن إسرائيل تدرس إمكانية إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

تحركات مصرية قطرية أميركية لإحياء خطة 60 يوما

وفي ظل التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة باجتياح مدينة غزة، وبعد فشل جولة المفاوضات في الدوحة الشهر الماضي، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، مساء الثلاثاء، أن بلاده تعمل بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة على "إحياء خطة الستين يومًا" لإنهاء الحرب في القطاع.
وقال عبد العاطي، في مؤتمر صحفي بالقاهرة، إن الهدف هو العودة إلى المقترح الأصلي القاضي بوقف إطلاق النار لمدة شهرين، يتضمن الإفراج المتبادل عن جميع الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود. وأوضح أن الخطة تشمل إدارة القطاع مؤقتًا من قبل حكومة انتقالية مؤلفة من 15 تكنوقراطيًا فلسطينيًا، تحت إشراف السلطة الفلسطينية ولمدة ستة أشهر، مع التأكيد على أن "الأفق السياسي لإقامة الدولة الفلسطينية هو الضامن الوحيد لحصر السلاح بيد الدولة".

حماس في القاهرة لبحث مبادرة جديدة

ووصلت أمس إلى القاهرة وفد من قيادة حركة حماس برئاسة خليل الحية، لبحث المبادرة المصرية الجديدة، التي تستهدف التوصل إلى صفقة شاملة تطلق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة وتنهي الحرب. ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصادرها أن مصر تكثف اتصالاتها مع جميع الأطراف لتجاوز الخلافات ودفع المفاوضات نحو اتفاق، فيما أبدى مصدر عربي مطلع "تفاؤلًا حذرًا"، متوقعًا تبادل مسودات الاتفاق خلال أيام.
لكن هذا المصدر أشار إلى أن المفاوضات تواجه تحديات أساسية، أبرزها مطلب إسرائيل بنزع سلاح حماس كشرط في أي اتفاق، بينما ترى الحركة أن هذه المسألة يمكن بحثها ضمن مفاوضات وقف النار خلال فترة الستين يومًا. وأضاف أن حماس "تدرك أنها وصلت إلى نهاية الطريق في غزة" وأن بعض قياداتها "تبحث في خيار المغادرة"، إلا أن الحركة لا تزال متوجسة من نوايا إسرائيل وتخشى استئناف القتال بعد أي اتفاق.

السلطة الفلسطينية ضمن ترتيبات اليوم التالي؟

المصدر ذاته أوضح أن القاهرة تسعى لدمج السلطة الفلسطينية في ترتيبات "اليوم التالي" للقطاع، باعتبارها عنصرًا أساسيًا لإنجاح أي تسوية، وأن هناك إدراكًا دوليًا واسعًا باستحالة التوصل لاتفاق من دون وجود السلطة في غزة، إلى جانب مشاركة أطراف عربية في الإدارة المؤقتة.
وفي موازاة المسار التفاوضي، هاجم وزير الخارجية المصري الخطة الإسرائيلية الرامية لتشجيع "الهجرة الطوعية" لسكان غزة، واصفًا إياها بأنها "غير قانونية وغير أخلاقية"، ومؤكدًا أن من يغادر "لن يعود أبدًا".
وتزامن ذلك مع ما كشفته وكالة "أسوشيتد برس" عن اتصالات إسرائيلية مع خمس دول، بينها جنوب السودان وإندونيسيا وليبيا وإثيوبيا، إضافة إلى دولة أفريقية أخرى لم تُسمّ، لبحث استقبال نازحين من غزة. وأشارت الوكالة إلى أن هذه الخطط قد تثير مخاوف جدية بشأن حقوق الإنسان، خاصة في حال نقل السكان إلى دول تعاني أوضاعًا معيشية مشابهة أو أسوأ.
على الصعيد السياسي، يشهد الملف منافسة بين القاهرة والدوحة على قيادة الوساطة، وهو ما انعكس في تغطيات إعلامية وتصريحات متباينة من الجانبين، بينما يترقب الوسط الدبلوماسي ما إذا كانت المبادرة المصرية ستنجح في فرض صيغة شاملة، بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرًا أنه لن تكون هناك صفقات جزئية، وأن الجيش سيعمل على تسريع عملية السيطرة على مدينة غزة بـ"أساليب مفاجئة" لحسم الحرب.
First published: 07:36, 13.08.25