بدأ الجيش الإسرائيلي بخطوات تحضيرية لاحتلال مدينة غزة، حيث تشارك أربع فرق عسكرية في عمليات مناورة على أطراف المدينة وأحيائها المحيطة. ويأتي ذلك بعد أن صادق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الخميس الماضي، على خطة استئناف التوغل البري في القطاع والسيطرة على المدينة.
وبحسب مناقشات عسكرية وسياسية جرت مؤخرًا، عُرضت جداول زمنية واضحة، إذ من المتوقع أن يتجمع جنود الاحتياط المستدعون في أوائل أيلول/سبتمبر، على أن تبلغ القوات جاهزية كاملة خلال أسبوع إلى أسبوعين، ما يمهّد لبدء عملية واسعة النطاق منتصف الشهر المقبل. ومع ذلك، برزت خلافات بين المستوى السياسي، الذي يضغط لتسريع العملية، وبين قيادة الجيش التي تؤكد على ضرورة التروي والتخطيط لتقليل المخاطر.
وأكدت المؤسسة الأمنية وجود اعتبارات عدة يجب أخذها بالحسبان، أبرزها: مصير المختطفين الإسرائيليين المحتجزين في غزة، سلامة الجنود، إجلاء السكان الفلسطينيين من مدينة غزة التي تضم نحو مليون نسمة، إضافة إلى الحفاظ على غطاء شرعية دولية للخطوة. ووفق الجيش، فإن ما يجري ليس "تأجيلًا"، بل استعداد مدروس يهدف إلى ضمان نجاح العملية.
كما وتدرس إسرائيل إنشاء ممر مباشر من منطقة المواصي إلى مستشفى ميداني أقامته دولة الإمارات في رفح، بهدف تسهيل وصول الجرحى.
في موازاة ذلك، تتواصل المباحثات بشأن الرد الذي قدمته حركة حماس حول صفقة التبادل . وأفادت تقارير بأن الحركة أبدت استعدادها للقبول بشروط قريبة مما وافق عليه نتنياهو قبل شهرين، بينما يطالب الأخير حاليًا بصفقة شاملة.
كما أشارت تقارير إعلامية إلى أن إسرائيل تستعد لإطلاق جولة مفاوضات جديدة، يُتوقع أن تعقد خلال الأيام المقبلة في موقع مختلف، يقودها الوفد الذي أدار سابقًا المحادثات في الدوحة بوساطة قطرية.
إلى ذلك، يُنتظر أن يغيّر نتنياهو اسم العملية العسكرية من "مركبات جدعون ب'" إلى "قبضة الحديد". ومن المقرر أن يبدأ غدًا إجلاء السكان من مدينة غزة، في إطار التحضيرات للعملية البرية الواسعة للسيطرة على المدينة وفقا لما نقلته وسائل اعلام إسرائيلية.
19 قتيلاً في غارات على خان يونس والمغازي
ميدانيا، أفادت مصادر طبية ومحلية في قطاع غزة، اليوم السبت، بمقتل 19 شخصًا وإصابة آخرين، جراء غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة في القطاع. ووفق المصادر، أدى قصف مدفعي استهدف خيام نازحين في منطقة أصداء شمال غرب خان يونس إلى مقتل 17 شخصًا، بينهم ستة أطفال ورضيعة، إضافة إلى عدد من الجرحى. كما أسفر قصف نفذته طائرة مسيّرة على منزل في مخيم المغازي وسط القطاع عن مقتل شخصين آخرين وإصابة آخرين.
وفي سياق متصل، ذكر مستشفى العودة أنّ عدة أشخاص أصيبوا جراء استهداف شقة سكنية في مخيم النصيرات بطائرات مسيرة. كما أعلن أنه استقبل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية قتيلين و26 مصابًا إثر قصف إسرائيلي استهدف تجمعات قرب نقاط توزيع المساعدات جنوب وادي غزة، حيث جرى تحويل تسعة من المصابين إلى مستشفى الأقصى لتلقي العلاج.