فرنسا ترفض تجديد تصاريح حراس أمن "إلعال" وسط توتر سياسي مع إسرائيل

التوتر السياسي بين فرنسا وإسرائيل يبلغ مرحلة جديدة ويطال عاملي الأمن بشركة إلعال في باريس

1 عرض المعرض
طائرة إلعال - صورة توضيحية
طائرة إلعال - صورة توضيحية
طائرة إلعال - صورة توضيحية
(Flash90)
كشفت مصادر مطلعة في باريس أن السلطات الفرنسية أوقفت، خلال الأشهر الستة الماضية، وبشكل غير معلن، تجديد تصاريح العمل لحراس أمن رحلات شركة الطيران الإسرائيلية “إلعال” العاملين في مطار شارل ديغول بباريس.
ووفق المصادر، تعود هذه الخطوة إلى أجواء التوتر المتصاعد بين باريس وتل أبيب في ظل الحرب الجارية على قطاع غزة، ويُنظر إليها في إسرائيل كإجراء ذي دوافع “معادية”. وكانت هذه التصاريح تتيح للحراس الإقامة والعمل بشكل قانوني في فرنسا، لكن توقف تجديدها جعل بعضهم في وضع إقامة غير قانوني، فيما اضطر آخرون للحصول على تأشيرات دبلوماسية مؤقتة عبر السفارة الإسرائيلية، أو العودة إلى إسرائيل.
إحدى الحارسات أوضحت أن “منذ نصف عام، كل من انتهت صلاحية تصريح عمله لم يحصل على تجديد، وهذا أمر غير مسبوق. يبدو أن هناك توجهاً لإنهاء عمل حراس إلعال في فرنسا”، مضيفة أن إدارة الشركة “تعزل الموظفين وتحيلهم لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وبعضهم فشل في استخراج تأشيرات جديدة وعاد إلى البلاد”.
وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت إن “الموضوع قيد المعالجة من قبل السفارة مع وزارة الخارجية الفرنسية”، فيما امتنعت السفارة الفرنسية في تل أبيب عن التعليق، وأحالت إلى الجانب الإسرائيلي. كما أحالت شركة “إلعال” الأسئلة لوزارة الخارجية وجهاز الشاباك، الذي لم يعلق بدوره.
ويأتي هذا التطور على خلفية حوادث أخرى زادت من التوتر، منها قيام نشطاء مؤيدين لفلسطين، الأسبوع الماضي، بتخريب مكاتب “إلعال” في باريس ورشها بالطلاء الأحمر، واتهام الشركة بـ“التواطؤ في الإبادة”. وفي يونيو الماضي، فاجأ منظمو معرض السلاح الدولي في باريس المشاركين بحجب الجناح الإسرائيلي وتغطيته بالأقمشة السوداء.
التوتر الدبلوماسي تعمّق أيضاً بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصف، أمس، خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لـ“احتلال قطاع غزة” بأنها “كارثة تنتظر الحدوث، وخطوة نحو حرب لا نهاية لها”، مؤكداً أن “الحكومة الإسرائيلية يجب أن توقف الحرب الآن، مع وقف إطلاق نار دائم”. ماكرون اقترح كذلك تشكيل تحالف دولي تحت رعاية الأمم المتحدة للقضاء على “الإرهاب” في غزة واستقرار المنطقة.
وكان ماكرون قد أعلن قبل نحو أسبوعين ونصف، في خطوة وُصفت بـ“التاريخية”، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الموقف الذي حفز دولاً أخرى مثل أستراليا ونيوزيلندا على إعلان خطوات مماثلة أو قيد الدراسة.