أكّد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو نفذ مساء اليوم (الاثنين) سلسلة غارات واسعة على ميناء الحديدة ومحيطه في اليمن، بمشاركة نحو 20 طائرة حربية و50 ذخيرة موجهة.
وجاءت العملية بالتنسيق مع القوات الأمريكية التي نفذت في الوقت نفسه غارات في منطقة صنعاء، بعد توزيع مناطق القصف بين الجانبين.
تقسيم مناطق الاستهداف
وبحسب التقارير، قامت إسرائيل والولايات المتحدة بتقسيم مناطق القصف بينهما، حيث ركّزت إسرائيل على ميناء الحديدة، فيما نفذت الولايات المتحدة ضربات في منطقة صنعاء.
وضمن العملية، قصفت إسرائيل نحو عشر أهداف في ميناء الحديدة، الذي يُعتبر الهدف الاستراتيجي الأهم في اليمن، فيما وردت تقارير عن تنفيذ ما بين ست إلى ثماني موجات قصف في محافظة الحديدة.
تصعيد يقابله تصعيد
وفي ردّ على الهجوم، أكد القيادي الحوثي، محمد البخيتي، أن "التصعيد سيُقابل بتصعيد حتى يتوقف العدوان على غزة".
وأضاف أن "قدراتنا الصاروخية محفوظة في أماكن آمنة. نحن جادون في فرض حصار جوي على إسرائيل، والقصف الأخير في مطار بن غوريون كان بمثابة تحذير. القصف الذي استهدف مناطق مدنية في اليمن ألحق خسائر كبيرة، لكننا سنواصل دعمنا لغزة".
ردا على استهداف مطار بن غوريون
تأتي هذه الهجمات الجوية بعد يوم من سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون قرب مطار بن غوريون، ما أسفر عن إصابة ستة أشخاص بجروح بين طفيفة ومتوسطة، إضافة إلى حالتي هلع.
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن التحقيقات الأولية تشير إلى "خلل تقني موضعي في الصاروخ الاعتراضي"، مضيفا أنه "لم يُسجّل أي خلل في آليات الكشف أو تشغيل منظومات التحذير والدفاع".
وعقب الحادث، أعلنت نحو 20 شركة طيران أجنبية تعليق رحلاتها إلى إسرائيل لمدة تصل إلى 72 ساعة، فيما أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين أن الجماعة ستواصل استهداف المطارات الإسرائيلية بهدف "فرض حصار جوي شامل وشلّ الحركة الجوية".
من جانبها، أكدت وزيرة المواصلات، ميري ريغيف، أن مطار بن غوريون استأنف نشاطه بشكل كامل بعد نصف ساعة من الحادث، وقالت إن نحو 30 شركة طيران أجنبية لا تزال تسيّر رحلاتها كالمعتاد، إلى جانب ثلاث شركات إسرائيلية.
نتنياهو: ضربات متعددة
ووجّه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، تهديدًا مباشرًا للحوثيين، وقال في تصريح مصور: "نحن نعمل ضدهم، فعلنا ذلك في الماضي، وسنفعل ذلك مستقبلًا. لا يمكنني الدخول في التفاصيل. الولايات المتحدة تعمل أيضًا ضدهم بتنسيق معنا. هذا ليس 'ضربة وتنتهي'، بل ستكون هناك ضربات متعددة".
كما نشر لاحقًا تغريدة باللغة الإنجليزية قال فيها: "الرئيس ترامب محق تمامًا! الهجمات الحوثية مصدرها إيران. إسرائيل سترد على الهجوم الحوثي على مطارنا، وسترد أيضًا، في الوقت والمكان المناسبين، على أسيادهم الإيرانيين".
غانتس: إيران هي المشكلة
وفي السياق ذاته، دعا رئيس حزب "المعسكر الرسمي"، بيني غانتس، إلى تحميل إيران المسؤولية المباشرة، وقال: "المشكلة ليست اليمن، بل إيران. هي من تطلق الصواريخ الباليستية على إسرائيل، ويجب أن تُحاسب".
ودعا غانتس الحكومة الإسرائيلية إلى "أن تستفيق وألا تعود إلى سياسة التغاضي السابقة. يجب أن تكون هناك ردود صارمة في طهران".
تصعيد متبادل
يُذكر أن آخر غارة إسرائيلية على اليمن نُفذت قبل أكثر من أربعة أشهر، في 26 كانون الأول/ديسمبر 2024، وشاركت فيها 25 طائرة حربية إسرائيلية، استهدفت خلالها مطار صنعاء الدولي، وميناء الحديدة، ومحطات طاقة.
وأدت الغارات حينها إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل، وإصابة نحو 40 آخرين.
ومنذ استئناف الحرب على غزة، أطلق الحوثيون نحو 25 صاروخًا باليستيًا وطائرات مسيّرة نحو إسرائيل، معظمها استهدف مركز البلاد، فيما سقطت ثلاثة منها شمالًا.
First published: 20:16, 05.05.25