شهادة صادمة من غزة: خوف دائم، نزوح متكرر، وأزمة إنسانية خانقة

تؤكد أن البنية التحتية في المخيمات عاجزة عن استيعاب الأعداد الهائلة من النازحين:"المجاري تطفح في البيوت والخيم، الوضع الصحي سيئ للغاية

محمد مجادلة, سناء حمود|
1 عرض المعرض
الجوع في غزة
الجوع في غزة
الجوع في غزة
(Flash90)
استلمت الحكومة الإسرائيلية ردّ حماس الذي قدّمته للوسطاء المصريين والقطريين في القاهرة، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي هجماته المكثّفة على مدينة غزة تمهيدًا لاحتلالها بالكامل وإجلاء سكانها. وبينما تدور المفاوضات في العواصم، يعيش المدنيون في القطاع أوضاعًا مأساوية، كما تروي شهادات من قلب غزة.
فاطمة من غزة: فاطمة من غزة: "الخيام قهر، والتعليم انتهى"
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
06:47
خوف من نزوح جديد في حديث خاص لراديو الناس، وصفت فاطمة، وهي من سكان المنطقة الوسطى في قطاع غزة، حالة الرعب التي يعيشها الأهالي مع تصاعد الحديث عن عملية عسكرية واسعة:"كلنا نشعر بخوف وقلق شديد من دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة وربما إلى المنطقة الوسطى. هذا يعني أننا سنُجبر على النزوح إلى رفح. النزوح كارثة، أن تترك بيتك وحياتك لتعيش في خيمة أمر صعب ومؤلم".وتضيف أن عائلتها نزحت أكثر من مرة بين غزة ودير البلح، وأن عودة النازحين إلى بيوتهم لم تُنهِ شعور القلق:"الناس تعيش على أعصابها، تخشى أن تُجبر على ترك بيتها مجددًا. الوضع لا يُطاق".
أزمة إنسانية ومعيشية تتحدث فاطمة عن كارثة إنسانية متفاقمة: انعدام المساعدات، ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وانهيار القدرة الشرائية. "المساعدات لا تصل إلينا. الأسعار ارتفعت بشكل رهيب. الموظف الذي يتقاضى ثلاثة آلاف شيكل بالكاد يستطيع أن يسحب 1200 شيكل فقط. السيولة معدومة، والناس تعيش أزمة اقتصادية خانقة".
وتؤكد أن البنية التحتية في المخيمات عاجزة عن استيعاب الأعداد الهائلة من النازحين:"المجاري تطفح في البيوت والخيم، الوضع الصحي سيئ للغاية".
الأطفال والتعليم في مهب الريح أحد الجوانب الأكثر إيلامًا يتعلق بالأطفال:"ابنتي كان من المفترض أن تدخل الروضة هذا العام، لكن لا مدارس ولا تعليم. الأطفال في الشوارع بلا رعاية وبلا أفق. حتى من كانوا متفوقين صاروا اليوم عاجزين عن الكتابة والقراءة. التعليم انتهى".
انعدام الأمل في أفق سياسي وحول الأنباء المتداولة عن صفقة محتملة، قالت فاطمة:"الناس لا تصدق شيئًا. نسبة الأمل تكاد لا تتجاوز 5%. الجميع يستعد لنزوح جديد، والقلق يسيطر على كل بيت. لا أحد يثق بأن الحرب ستنتهي قريبًا".
بينما تستمر المفاوضات على طاولة الوسطاء، تعكس شهادة فاطمة من غزة واقعًا يوميًا مأساويًا: خوف دائم من النزوح، أزمة معيشية متفجرة، انهيار التعليم، وغياب الأمل بانفراج قريب.