مقتل الشابة صباح أبو القيعان: والدها يروي تفاصيل اللحظات الأخيرة ويحمّل الشرطة المسؤولية

يروي فهيم أبو القيعان والد الشابة صباح تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل مقتلها برصاصة طائشة أمام محل في جت، مؤكدًا أنها لم تكن مستهدفة. ويحمّل الشرطة والحكومة مسؤولية التراخي، وسط استمرار جرائم القتل في المجتمع العربي.

مقتل صباح أبو القيعان: والدها يروي تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل الجريمة
قُتلت الشابة صباح فهيم أبو القيعان، في العشرينيات من عمرها في بلدة جت المثلث، جراء تعرضها لجريمة إطلاق نار عشوائي أثناء وقوفها أمام متجر. وكانت الضحية قد وصلت إلى المكان لشراء الحليب، وفق شهادة والدها، دون أن تكون لها أي صلة بالنزاع الذي أدى إلى إطلاق النار.
رواية الأب: "راحت ضحية بدم بارد دون أي سبب"
روى والد الضحية، فهيم أبو القيعان، تفاصيل اللحظات الأخيرة لابنته، مشيرًا إلى أنها كانت طالبة متفوقة ومن حافظات القرآن الكريم، وكان ينوي تسجيلها لدراسة الصيدلة في جامعة "بن غوريون". وقال في حديثه: "صباح كانت فتاة كاملة وممتازة من كل النواحي. راحت ضحية بدم بارد دون أي سبب. كانت فقط ذاهبة لشراء الحليب".
وأضاف: "اتصلت بها وطلبت منها أن تحضر بعض الحليب، وبعد أقل من دقيقة أرسلت لي رسالة صوتية عبر واتساب، فخرجت من البيت مسرعًا، وعندما وصلت إلى المكان وجدت أن الدكانة التي حصلت فيها الجريمة تقع خلف منزلنا مباشرة".
وأوضح أن ابنته كانت برفقة شقيقتها الصغيرة البالغة من العمر سبع سنوات، وقال: "عندما وصلت، رأيت سيارتها والأنوار، وكانت المصابة التي نُقلت في سيارة الإسعاف هي ابنتي، فيما كانت أختها الصغيرة تجلس بجانبها".
1 عرض المعرض
ضحية جريمة القتل صباح أبو القيعان
ضحية جريمة القتل صباح أبو القيعان
ضحية جريمة القتل صباح أبو القيعان
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
"أنا لا أريد أن أموت": آخر كلمات صباح
أكّد والد الضحية أن ابنته لم تكن مستهدفة، بل وقعت ضحية عرضية لخلاف بين أفراد على ما يبدو أنهم على علاقة بصاحب المتجر، قائلاً: "الشخص الذي أطلق النار لم يجد من كان يقصده، فأطلق النار عشوائيًا. كانت ابنتي تهمّ بركن سيارتها أمام المحل حين أصيبت برصاصة في الكتف".
وتابع: "نزلت من السيارة بعد أن أصيبت وقالت لوالدتها: أنا لا أريد أن أموت"، مشيرًا إلى أن ابنة صفها التي كانت في المكان أكدت هذه الرواية. كما أوضح أن صباح كانت لا تزال حية عندما نُقلت إلى سيارة الإسعاف، وعرّفت عن نفسها قائلة لوالدتها اسمها الكامل.
غياب التفاعل الرسمي: "ولا حتى كلمة مواساة"
أعرب أبو القيعان عن غضبه من غياب أي تواصل رسمي أو تعزية من قبل الشرطة أو أعضاء الكنيست أو الجهات الحكومية، قائلاً: "لو كان القتيل يهوديًا، أو حتى أصيبت سيارته، لجاؤوا بالفاعل خلال ساعتين. أما نحن، فلم يتصل أحد، لا من الشرطة، ولا من البلدية، ولا حتى من أعضاء الكنيست".
وتابع: "أسكن في هذا الحي منذ 15 سنة، والجميع يعرفني، ولم يكن لي أي أعداء. حتى الضابط المسؤول قال لي: هذه أول مرة أسمع عنك. قلت له: لو كنت من عالم الإجرام لكنت عرفت عني في أول أسبوع".
استمرار العنف في المجتمع العربي
حمّل والد الضحية الشرطة والحكومة مسؤولية تفاقم حالة العنف في المجتمع العربي، وقال: "اليوم الشاب العربي يعيش في حالة جريمة مستمرة. ابنتي لن تكون الضحية الأخيرة. غدًا سيكون هناك ضحايا آخرون بسبب أمور تافهة. يُطلق الرصاص عشوائيًا، ويُقتل الأبرياء، والحياة تمضي كأن شيئًا لم يحدث".