دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإيرانيين إلى "إخلاء طهران فورًا"، في منشور مثير للجدل نشره عبر منصته "تروث سوشال"، دون أن يقدّم أي تفاصيل إضافية حول ما قد يحدث. وكتب:"كان على إيران أن توقّع الاتفاق الذي قلتُ لهم أن يوقّعوه. يا لها من مأساة وهدر للحياة البشرية. ببساطة، إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا. قلتُ ذلك مرارًا وتكرارًا! على الجميع أن يُخلوا طهران فورًا!"
رسالة مشفّرة أم تحذير أمني؟
وبحسب مصدر أميركي تحدّث إلى شبكة CNN، فإن منشور ترامب "يعكس الإلحاح المتزايد بضرورة عودة إيران إلى طاولة المفاوضات". وأوضح المصدر أن ترامب تلقى تحديثات مستمرة عن تطورات الحرب بين إسرائيل وإيران من وزير الخارجية ماركو روكابيو ومسؤولين آخرين خلال مشاركته في قمة مجموعة السبع (G7) في كندا.
في المقابل، قام البيت الأبيض بإعادة نشر تغريدة ترامب مع ابرازها بالخط الاصفر على عبارة "الجميع يجب أن يُخلي طهران فورًا"، ما أثار المزيد من التساؤلات حول ما إذا كان هذا الموقف يمهّد لتدخل أميركي مباشر في المواجهة.
وفي تطور لافت، أعلن البيت الأبيض أن ترامب سيُقاطع ما تبقّى من أعمال القمة في كندا، وسيعود إلى واشنطن الليلة، نظرًا لتدهور الأوضاع في الشرق الأوسط، ما يعزّز الانطباعات بأن الولايات المتحدة تدرس خطوات أكثر حدة تجاه التصعيد الإيراني.
طهران: مدينة مأهولة بعشرات الملايين
ويُشار إلى أن العاصمة الإيرانية طهران تحتضن نحو 10 ملايين نسمة ضمن المدينة ذاتها، وأكثر من 17 مليونًا في منطقتها الحضرية الكبرى، ما يجعل التحذير من إخلائها تصريحًا غير مسبوق من رئيس أميركي.
ترامب يرفض توقيع بيان الـG7 حول الحرب
ورفض ترامب التوقيع على البيان الختامي المشترك لقادة مجموعة السبع، والذي ينص على دعم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" ويؤكد على ضرورة منع إيران من امتلاك سلاح نووي، كما يدعو إلى خفض التصعيد. هذا الرفض أحدث انقسامًا فوريًا بين ترامب وبقية قادة الدول الصناعية، وخاصة مع جهود فرنسية ألمانية بريطانية لتوحيد الموقف الدولي.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب لا يرى حاجة للتوقيع على البيان لأنه "قال كل ما لديه علنًا"، معتبرًا مشاركته في القمة بحد ذاتها "رسالة وحدة".
إيران على حافة مفاوضات أم تصعيد إضافي؟
وفي تصريحات لاحقة خلال القمة، أشار ترامب إلى إمكانية التوصل لاتفاق دبلوماسي مع إيران بعد مغادرته القمة، قائلاً: "أعتقد أن إيران الآن على طاولة التفاوض، وسنفعل شيئًا فور مغادرتي هنا." وأكد مجددًا: "لا أريد أن تمتلك إيران سلاحًا نوويًا، ونحن على طريق منع ذلك."