أفاد تقرير نشرته صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، الجمعة، أن جهاز "الموساد" تمكّن من زرع عملاء داخل إيران على مدى سنوات، بهدف جمع معلومات استخباراتية حول برامجها النووية والصاروخية، وأن هذه المعلومات شكّلت الأساس الذي بُنيت عليه الضربات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة.
وأوضح مصدر استخباراتي للصحيفة أن إسرائيل بدأت بالاستعداد لتوجيه ضربات لإيران منذ عام 2010، بناءً على معلومات وُصفت بالحساسة حول تسارع مشروع تطوير الأسلحة. وأظهرت الوثائق المسرّبة التي اطّلعت عليها الصحيفة، وشاركتها إسرائيل مع حلفائها في الغرب، أن البنية التحتية الإيرانية كانت أوسع بكثير من المواقع المعروفة في فوردو ونطنز وأصفهان.
ضربات دقيقة استهدفت منشآت معقدة
ووفقًا للوثائق، استخدم "الموساد" عملاء ميدانيين لرسم خرائط تفصيلية لمنشأة نطنز وتحديد مبانيها الأرضية وتحت الأرضية، بما في ذلك أنظمة التهوية والتبريد، وأنابيب تغذية وتثبيت اليورانيوم. كما تم استهداف البنية الكهربائية ومبانٍ بحثية ومنشآت تطوير أجهزة الطرد المركزي.
الهجمات الإسرائيلية شملت أيضًا مواقع في طهران وأصفهان، مثل مراكز "نور" و"مقده" والموقع العسكري "شريعتي"، إلى جانب منشأة "شهيد ميسامي" التي كانت تُستخدم لتصنيع المتفجرات البلاستيكية المتقدمة. وتعود بعض هذه المواقع إلى هيئة SPND التي أنشأها العالِم محسن فخري زاده، الذي اغتيل عام 2020.
برنامج الصواريخ والتسلّل للـ"حرس الثوري"
تشير الوثائق إلى أن إيران كانت تهدف لإنتاج نحو 1000 صاروخ باليستي سنويًا، اعتمادًا على قدرات صناعية تم استهدافها لاحقًا، ومنها منشأة في مدينة رشت على بحر قزوين تُنتج ألياف الكربون الضرورية لتصنيع الصواريخ.
كما تم اختراق مقار "الحرس الثوري" الإيراني، بما في ذلك مواقع مثل "سانجاريان" و"بارتشين"، التي يُعتقد أنها معنية بإنتاج مكونات نووية. وشهدت الأيام الأخيرة من الحرب ضربات مركّزة على هذه المنشآت، ترافقت مع تقارير عن اعتقالات داخلية في صفوف "الحرس" للاشتباه في عمليات تجسّس.